الديوان » العصر العثماني » حسن حسني الطويراني » أخي طريق العمر داج حجوج

عدد الابيات : 71

طباعة

أُخيّ  طَريق العُمر داجٍ حجوَّجُ

وَنبت المُنى عِندَ العَواقب يحدجُ

فَما حاجة في الدَهر تعدل حاجة

وَلا  همت إِلا عدت رغماً تُحَجحج

وَكَم يائس لَو يَدري ما طالَ يَأسه

وَلا باتَ صاد تحتَ رجليهِ حشرج

تَنام  غضضت الطرف وَالدَهر ساهد

وَهَذي عُيون الدَهر زَرقاء تحمج

فَدَع سَبب الآمال واجذم رثيث ما

يحلّل  منهُ ما تظل تحملج

وَأَثبت ففي حال الزَمان تَحوّل

وَحاول ففي سَير اللَيالي تَخَبْعُج

وَلا تنتظر وَضع الليالي حمولها

فَكَم  مثقلات الحَمل تُدهَى فتخدج

أَرى الخَطب يَعدو حَيثُ يُقبل يافعاً

وَلَكن مَتى وَلّى مَع الوَقت يَهدج

أُخيّ أفق من غَيّ دُنياك وَاستبر

تَرى الناس فَوجاً بَعد فَوج تَفوّجوا

وَلا تَيأسن إِن أَعرض الحَظُّ مَرةً

فَحظُّ بَني الأَدهار طفل يدعلج

كذا زبرج المحيا متى ارتج أَمرها

تمرّ كَما مرّت مَع الهَوج زبرج

وَما تَبتَغي من حَبوة العُمر بَيننا

وَأَجزفُ  ما  تُولي نَوالٌ مزنج

عجبت لذي جَهل إِذا ما صفَت لَهُ

مياسيره يُغريه بذخ وَخنزج

وَمِن عَجب يذري بشهمٍ مقوّمٍ

مضلٌّ عتلٌّ لَيسَ يَدري معوّج

وَهَل  يَستوي الضدّان هذا فَناؤه

رَحيب وَهَذا قالص الجاه حنضج

وَيَرفع رثَّ الحال علمٌ وَهَكذا

يُخفَّضُ بِالجَهل الطَغيمُ المخرفج

وَكَم من بَغيض ينكر القَلبَ ودُّه

تصانعه بالحَزم وَالعَين تحدج

فَخف سهلهم فَالسَهل صَعب مَتى عَدا

كَذا الصلّ يُردي وَهم جسم خبرنج

وَهب  مستوى الأَعداء إِن سرّ خلقه

فَأَنكى السِهامِ الفاتِكاتِ المُحَدرج

وَأَدهى  محبيك المُلَهْوَقُ نطقُه

وَأَعدى  أَعاديك البليغ المدهمج

فَحاذر تَواخي من يحول وداده

كما حال عن لَون لآخر زغبج

وَكُن لِلوَرى رَوضاً ضوافٍ ظلالُه

مقيلاً وَناراً بِالشواظ توهج

فَيرضى كِرام القَوم مِنكَ تكرّم

وَيكفيك  من ملغ الرِجال التزعلج

فَبالرَأي  يَسمو من يباذخ قَومه

وَلو  يَستوي في الحجم هين وَحفضج

وَكَم مِن كِرام كرّموا غَير ماجدٍ

تَردّى  بهم  ثم اِغتَدى يَتزمّج

وَمَهما تَوالى البدء فكر عواقباً

فَكَم مِن غَرير سُرَّ وَهوَ مسدّج

وَكَم مِن صحاب خالف الدَهر بَينَهُم

عَلى طُول ما والوا الوَفاء وَدردجوا

وَكُل  قويّ العَزم رَبّ تخونه

قِواه  وَمِن بَعد الشماس يَدربج

فخوِّل لتذليل الكرام لئامَها

فَمَن  رامَ قنص الصَيد للكلب يحرج

فَيا رُبّ حاجات تَرى النَفس نيلها

وَمِن دُون ما تَهوى الصدور تحشرج

دفعتُ بها طرفاً تباريه خزرج

بعزم  تحاماه مع الجاش خزرج

وَجبتُ  به قاعاً من الدوّ صفصفاً

يؤانسني  ثم الصَدى ثم زهزج

وَبتُّ  كأن الليل جيشٌ عرمرم

إِذا  ما اكفهرّ الجوّ وافى يدجدج

كَأَن  السَما وَالزُهر سيارة بِها

بحار  تهادَت بالسفين تموّج

كَأن الدراري في فَضا الأُفق جحفلٌ

كَأَن الثريا بين هاتيك هودج

أَضاءَ  دجاها صارم ضارم الظُبَى

وَأَملد مَأمون كعوب مزهلج

وَساعد طرفي وَالسباسب أَسهبت

مداها وَأَبواب الأَماني ترتج

وَسرتُ الفَضا وَالوَحش حَولي كَأنَّها

بَنات مَجوس الهند فيهنّ فنزج

كَأَن  عجاج الهُوج غيم وَزأرها

رُعود  وَعَيناهنّ  بَرق يؤجج

فَسابق طرفي في فَضاه رِآلَه

وَباراه إِذ يَعدو إِلى البرّ عوهج

وَكَم  ملحمٍ دامِ الجَوانب عِنده

ينكِّصُ مقدامٌ وَيدهى المفجفج

تردّدت  الأَبصار فيهِ وَأَهطعت

رجالٌ  فكرّوا القهقرى فتضوّجوا

كَأن رُؤوس القَوم تحت سنابك

مِن  الجرد أَحداد علاهنّ مسهج

فَهَذا بنار الغَيظ يُنكَى منضّجاً

وَذاكَ بما جادَ التوامير يضرج

بكت  أَعينٌ غَرقى ذوارفَ ثَكلاً

وَقَد  ضحك العضبُ الصَقيل المبلج

لَقد خالفت بَين الوَرى حادثاتها

فَتحسنَّ طوراً ثَم تَغدو فَتسمج

أَقول  وَحظي  مِن زَماني تلوّن

وَحَسبي أن الدَهر داه وَغملج

وَصحبي كَما تَبغي المَعالي أَعزة

تردّد  حسرى ثُم تُهدَى فَتنأج

وَقَد  نجَّ جرح الصَدر غَيظاً وَشغشغت

بواطنه  وَالطب  أَمر نبهرج

تَرى  وُكَنات المضرحيّ تباذخت

بآمالنا وَالنَفس بالنيل تلهج

أَقيموا بَني عمي صدورَ خيولكم

وَشدّوا  عَلى أَيدكموا لا تلجلجوا

فَبين يَدي صافي الفرند مشعشع

وَتحتيَ  كرّار من الخَيل صملج

وَفي  الكَف مياد الكعوب مدملج

أَمين  عَلى ما تَبتغي النَفس سلمج

وَإِني  في كفي أعنة هَيكلي

متى رمت ردّ الكرّ وَالفرّ أَعنج

مَكارم  قَوم ورّثوها فَلم نَجد

سِوى  نَهجهم نَهجاً مَع الناس ننهج

وَلا  غرو أَن يحذو الفَتى حذو قَومه

وَلا ضير أَن يَنموهن الدَوح عسلج

وَما العَزم إِلا أَن دجى ليل داهم

تَلظّى  فَإما يَنجلي أَو يسرّج

وَما  شأَننا إِلا اِعتِزازٌ وَهمة

وَإِن  زانَ جلّ الفاخرين التبهرج

إِذا لَم نَرِد صاف تشهى لنا الظَما

وَنظلم أَو فالنار بالعود توهج

فَما الراح في راح المدير تشعشعت

كَأَن ضرام النار قَد شَب عرفج

وَما  الغادة الهَيفاء فيها تدلل

يَروقك مِنها حُسنُها وَالتبرّج

وَما المَجلس العالي تداعَت لَهُ السَما

وَما الرَوضة الفَيحاء فيها تَأرّج

وَما  الدَهر أَو أَبناؤه ذا مقلد

وَذاكَ  يَرى  العليا وَهذا متوّج

جَميع الَّذي فيها متى كانَ أَوبُهُ

إِلَيها  فحرص المرء منها تطبج

فَجوزوا بنا حتّى إِذا حنّ ركبنا

وَلاحَت رُسوم الحَيّ حيوا فعرّجوا

وَعوجوا  بِنا نحوَ الظبى في كناسها

لَدى مَوقف الداعي عَسى العيس تعسج

فَإِن أَبصرت عَيناك مَغنى بعالج

وَلم  تذريا دَمعاً فَقلبُك صلهج

وَأَمّوا  بنا داراً تناءَت وَمَعهدا

تَعالى فدون الشَمس في الأُفق أَبرُج

وَلا  تدفعنكم صَولة الدَهر وادرَأوا

بوادرَها بَلْ وَالجموا العَزم وَاسرجوا

فَكَم لاعج صدري يعالج كتمه

وَتَأبى الغروب الذارفات فتنشج

وَكَم حاجة في النَفس لا النَطق كافل

فتُحكَى وَلا الأوراق تحوي فتدرج

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن حسن حسني الطويراني

avatar

حسن حسني الطويراني

العصر العثماني

poet-Hasan-Husni-al-Tuwayrani@

120

قصيدة

2

الاقتباسات

2

متابعين

حسن حسني باشا بن حسين عارف الطويراني ولد سنة 1850م. شاعر وصحفي تركي المولد عربي النشأة. ولد ونشأ بالقاهرة. وجال في بلاد إفريقية وآسية والروم. وأقام بالقسطنطينية إلى أن توفي ...

المزيد عن حسن حسني الطويراني

اقتراحات المتابعة

أضف شرح او معلومة