الديوان » أحمد الراجي البعقيلي » رِثاء المَنِّ والسَّلوى

عدد الابيات : 17

طباعة

لقد غِبْتِ... غاب الشِّعرُ! غابتْ كواكبي

وحُبُّكِ  في  الوجدان  ليس  بغائبِ

لقد غبتِ في صمتٍ... فغَيَّبْتِ داخلي

شُعاعاً  به  صبري   يَصُدُّ   مصائبي

سأخبرُ هذا الكونَ عن سِرِّ رحلتي

وأنَّكِ   للأعلى   حمَلتِ   حقائبي

سأخبرُ  أربابَ  الفضائل  أنَّ  لِي

منازلَ فضلٍ منكِ،  تُعْلِي  مناقبي

مَنحْتِ الفؤادَ الظلَّ في فصلِ قيظهِ

وزيَّنتِ   أخلاقي   فغطَّتْ   مثالبي

بموتكِ... جفَّ اليومَ نبعُ طفولتي

وأقبلَ   دهرٌ   لا   يَلِينُ   لطالبٍ

بموتكِ...  أنوارُ  الأمُومةِ  أُقْبِرَتْ

رجائيَ  أنْ يبقَى  رضاكِ  بجانبي

بموتكِ أُمِّي... مات في العُمْر نصفُهُ

عسى أنَّ فضْلَ العُمْرِ  يُوصِلُ  قاربي

تهاوى  بناءٌ  كان  يستُرُ  مُهجتي

يُدَثِّرُني...   يُدْني    إليَّ    رغائبي

تهاوى حَنانٌ كان يروي حدائقي

وزَلزلَ صمتُ العطفِ صرحَ مذاهبي

تَرجَّلَ  مِن  فوق  الزُّهور  عَبِيرُها

وأُغمِدَ سيفٌ كان  خيرَ  القواضبِ

تَجرَّدَ  مِن  زيِّ  الحماسةِ  خَاطِري

بموتِ  التي  كانتْ  أساسَ  تجاربي

هِيَ المَنُّ والسَّلوَى لقلبِي، وفَقْدُها

يُقرِّبُ  قلبي   مِن   فراغ   القوالبِ

هِيَ الأمُّ...  يجتاحُ الجوارحَ نبضُهَا

ولو غابَ عَنِّي الجسمُ فالرُّوحُ صاحبي

أَتَتْكَ على مَتْن الفَناءِ...،  وَزادُهَا

رَجاءٌ   وتوحيدٌ    وَأنفاسُ   تائبِ

فأَمْطِرْ  عليها   يا  مُهَيمِنُ   رحمةً

تُقرِّبُها   مِن   خيرِ   دَاعٍ   و عَاقِبٍ

ويَا ربُّ... صُنْ لَحْماً يُعانِقُ عَظْمَهَا

مِنَ النّارِ،  وارزُقْهَا  جِنانَ  الأَطَايِبِ 

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن أحمد الراجي البعقيلي

أحمد الراجي البعقيلي

3

قصيدة

أحمد الراجي البعقيلي شاعر وكاتب باللغة العربية الفصحى من المملكة المغربية معروف في الساحة الأدبية في الوطن العربي في العصر الحديث مزداد في 1980 بمدينة طاطا في الجنوب الشرقي للمغرب ن

المزيد عن أحمد الراجي البعقيلي

أضف شرح او معلومة