الديوان » صالح المنديل » القرية البائسة

بضع منازل من تبنٍ و طين 

و نبتة الكافور واحدة  يتيمة ذبلى …كأن الناس

مضوا و بقت بالجذور لا تقوى على الرحيل 

تغوص في بحر الملح ، وحل و طين

 و تلٌّ غريب فردا وحده

مجدور و كان الناس عنه راحلين

و أهاليها من ماء الغدير كدراً يشربون

أواني جدتي من صفر النحاس

ورثتها من عهود الغابرين

في موسم البرد صبية في المزابل يعبثون

حفاةٌ غير أسمال رثة لا يملكون

و من هجير القيظ في ظل الخرائب يحتمون

تتضائل القرية كل عام

تصغر و الناس عنها كل عام يرحلون

جف غديرها و تشقق القاع….

بلا نبات.. دون طين

النساء كل حين نائحات يندبون

قيل أنه….

هناك خلف اسوار المدينة اشجار نخيل

خلف اسوار المدينة زيتون و تين

هناك من ماء زلالٍ باردٍ  هم يشربون

:::

لسعات البعوض في المساء

و الجفون حمر دامية تأبى المنام

و الحمّى المعدية(تيفو) تزور كل عام

و النفوس بالنقصان عام بعد عام

رزقنا كل اشكال المحن دون الأنام

شحة المياه  في حر الهجير

و الشجيرات كل صيف تلقى حتفها ، الموت الزؤام

ماتت البستان و انعدم الرجاء

قُضي الامر و على الدنيا السلام

::

منفذ الخلاص يبدأ من هنا

نرصف احجار الطريق حجر يتلوه حجر

ريثما نلمح منفذ في الجدار

الجوع و الفقر و البؤس .. خزي وعار!!

يا لوعتي إذ امسى البؤس عار

لا تهدأ روحي،  ليس للنفس قرار

غداً  أو لا فبعد غدٍ يحين موعد الفرار

::

جذوة تسعر في الجوف و لن يخمد بريقي

امهليني يا اميم القلب

كي أرسم طريقي

و حذار يا بغداد لدم الاحرار يوماً أن تريقي

امهليني ريثما ابتلت عروقي

:::

انا راحل دون الحقائب دون مخاوفي

دون الهموم ، راحل دون حقوقي

و احتفظت من لُماك  برشفة 

من شذاها في المحن أبل ريقي

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن صالح المنديل

صالح المنديل

220

قصيدة

طبيب و شاعر منذ ١٩٨٢

المزيد عن صالح المنديل

أضف شرح او معلومة