عدد الابيات : 15
مِنْ فِكَرٍ لَا تَنفَكُّ تَجلِدُه
تَجحَدُهُ طَعمَ النَّومِ وَالوَسَنِ
مُغتَرِبٌ لَا الأَسفَارُ تَعرِفُهُ
وَتَائِهٌ كَالآمَالِ فِي الوَطَنِ
وَكُلُّ ذِي فِكرَةٍ بَرَىٰ جَسَدَا
وَارْفَضَّ مِن قُوَّةٍ إِلَى الوَهَنِ
أَدمَاهُ مَن ظَنَّهُ لَهُ سَكَنَا
وَخَانَهُ مَيلُهُ إِلَى السَّكَنِ
إِذَا الأَمَانِيُّ أَورَقَت مِنَنَا
فَلَا مَضَت بِيْ الحَيَاةُ لِلمِنَنِ
لِي نَفسُ حُرٍ قَد لَانَ مِقوَدُهَا
لِمَن أَلَانَ الكَلَامَ بِالحَسَنِ
وَلِيْ فُؤَادٌ مُستَنكِفٌ أَبَدَاً
فَلَيسَ يَرضَى إِلَّا عَلَى سَنَنِي
يَا نَفسُ إِنِّيْ مُذ كُنتُ ذُو جَلَدٍ
فَلَا تَخَافِي الصِّعَابَ أَو تَهِنِي
إِنَّ الحَيَاةَ التِي لَنَا ضَحِكَت
يَومَاً وَأَقنَت فِي غَفلَةِ الزَّمَنِ
يَومَاً سَتَصفُو مِن بَعدِ أَن جَهُمَت
فَلَا تُبَالِي مِن بَعدُ بِالإِحَنِ
وَدَيدَنُ الدَّهرِ فِي الوَرَى عَجَبٌ
يَمُوجُ بَينَ السُّرُورِ وَالحَزَنِ
يُقَلِّبُ النَّاسَ فِي غَضَارَتِهِ
وَيَنثَنِي بَعدَ اللِينِ بِالمِحَنِ
فَكَم شَقِيٍ كَسَاهُ مِئزَرَهُ
وَكَم ذَكِيٍ كَبَا إِلَى الأَفَنِ
وَكَم وَضِيعٍ عَلَت بِهِ رُتَبٌ
وَكَم عَزِيزٍ فِي قَبضَةِ الزَّمَنِ
كَذَا اللَّيَالِيْ فِي كَرِّهَا عِبَرٌ
تَكَادُ تُودِي بِالنَّابِهِ الفَطِنِ
4
قصيدة