واذكرا الدَّجْنَ غداةَ الثُلثا

قد سُقينا وبْله حتى الثمَلْ

بعد بُخل السُحبِ في صَيفِ لظى

جادنا أكتوبرٌ من يدِ بَلّْ

شاقنا من صدِّه حتى إذا

تمَّ نصفٌ منه أهدانا القُبَل

ساكبًا جَوْدًا غزيرًا وَقعُهُ

يُخرِجُ الراهبَ من قعرِ الجَبَل

وترى في السُحْبِ من حافاتِها

شُعَلَ البرقِ تغشَّى في شُعَل

صادقٌ ما إن تراه وامضًا

يقتفي من إثره رعدٌ زمَل

فإذا راع الورى أعقبَها

برِهامٍ ذاتِ لطفٍ وبلل

فترى الأشجارَ منها عُطَّفًا

مثل ليلى حين أسقيها الغزَل

رقَّ منها الماءُ حتى خلتَها

رشةً من دون ماءٍ مُنهطِل

فإذا ما ضوّأتْ سيّارةٌ

لاح في الجو الرذاذُ المُنسدِل

ساقها الرحمنُ من رحمتهِ

فسقانا بعد ما القيظ قتل

فله الحمد كثيرًا طيبًا

عدد القطراتِ ما غيثٌ هطَل