الديوان » العصر العثماني » حسن حسني الطويراني » حيا وجاد ونهج الود محظور

عدد الابيات : 36

طباعة

حيّا وَجاد وَنهجُ الودّ مَحظورُ

وَفَى ووافي وَذكرُ القُربِ مَحذورُ

جاد الزَمانُ عَلى بُخلٍ بطلعتِه

وَحثَّه خُلُقٌ بالصدق مَشكور

وَالقدّ جار عَلَينا وَهوَ معتدلٌ

وَاللحظُ فينا بكسرِ الجفن مَنصور

وَوَجنةٌ  جادَها ماءُ الشَباب صَفت

تِلكَ  اللَواحظ في جناتها حور

تَفيّأت  فَوق نُور الوَجهِ طرّتَهُ

فَقُلت  يا حَبّذا ظلٌّ وَمنظور

ناديتُه  وَزَمانُ القُرب معتذرٌ

عَن بُعده وَهوَ بَعد القُرب مَغفور

بِنفسجُ اللَيل ضمَّ الوَردَ مِن شَفَقٍ

وَنَرجسُ الزَهرِ مثل الزَهر مَنثور

فَعاطني فَعَزيزُ العُمر ما سمحت

بِهِ  اللَيالي وَلم يُهمله تَقصير

وَذُق لَماها حَديثاً عَن قَديم هَوى

بِكْرٍ  ثَوى دونَها في العَصر سابور

تُحيي الصَفا وَتُميت الهمَّ نشأتُها ال

أَخرى  وَنشأتُها الأُولى قَوارير

قانونُها حاكمٌ في عقلِ شاربِها

وَنشرُها طَيِّبٌ للشرب مَنشور

إِذا استوت فَوقَ عَرش الكأس باسمةً

فَكلُّ حَزمٍ بِملك الصَفوِ مَغرور

وَلَمعةُ الكَأسِ عَن قابوس يُخبرُنا

نُعمانُها  منذرٌ وَاللَونُ كافور

كَأَنَّها حينَ رقت من لطافتها

رُوحٌ تضمَّنها رُوحٌ وَبلّور

يا حَبذا الراح إِذ تُبدي سَرائرَنا

مَع الكَمال وَقَلبُ الكُلِّ مَسرور

إِني  لأَشربُها لو أنَّ مطربنا

زَأرُ الأُسود وَساقي الكَأس زئير

فَعاطينها خَليلي وَهي صافيةٌ

وَلا يَروعنْك مِن دُنياك تَكدير

وَلا تهب من غَد غَدراً تحاذره

فَكلُّ  شَيء  لَهُ حَدٌّ وَمَقدور

وَلا تَدَع أُنسَ يَومٍ أَنتَ مالكه

فَما وَراء الَّذي عاينتَ مَستور

وَما عَلَيك إِذا عاجلت فرصتَها

بِالجدّ تغنمها وَالجَدُّ مَأثور

إِني لَأَعجَبُ مِنها كَيفَ ضلّ بِها

قَومٌ وَمصباحُها في كَأسها نُور

فَلا يَهولنْك هَجرُ الصَحبِ زورتَنا

فَكُلُّ  ذي خَطر في الناس مَهجور

وَلا يضيرنْك مَن أَلوى الزَمانُ بِهِ

إِنَّ الجَبانَ عَلى ما كانَ مَعذور

إِني  لأَعلم أَن الناس خلَّتهم

ذاتُ  اختلال وَأَحلى قَولهم زور

وَلَستُ أَعجَبُ مِن تَفريق جَمعهمُ

فَكُلُّ جَمعٍ عَلى التَفريق مَفطور

وَلَستُ  آسفُ مِن تَحويل حالهمُ

فَكُلُّ حالٍ عَلى التَحويل مَجبور

وَهَل يَظنُّ فَتى أَنّي أَهونُ لَهُ

ما دام في غِيَرِ الأَكوان تَغيير

فَقُل لَهُم بئس ما جازيتمُ رجلاً

وَفَى لَكُم وَجنانُ الدَهر مَذعور

يا مَعشراً صدَّهم عن ودّ صاحبهم

حُبُّ  الحَياة وَطَبعٌ فيهِ تَغرير

وَدَع مَقالَ صِحابٍ لا خَلاقَ لَهم

فَقلّ  أن يصطفي الخلان مغدور

وَاذكر محاسنَهم وَاللَه يرحمهم

فَكلُّهم ميّتٌ بالجبن مقبور

وَاعذر فَللوقت حكمٌ يخضعون لَهُ

وَللزمان عَلى الأَخلاق تَأثير

شتان  ما بين مَن أَبقى الوُجود لَنا

وَبَين من سبقت فيهِ المَقادير

إِن  الرِجال الأُلى ولّوا لنا تركوا

عَهداً نَفيهِ وَتُبقيهِ الأَساطير

فَخلّ  عَنّا وَفاءً لا سَبيلَ لَهُ

مات الوَفا وَتَخلّى مِنهُ مَعمور

وَخُذ  بنا في حَديث الراح نَشربُها

فَأَنعمُ الناسِ بِالأَيام مَخمور

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن حسن حسني الطويراني

avatar

حسن حسني الطويراني

العصر العثماني

poet-Hasan-Husni-al-Tuwayrani@

1021

قصيدة

9

الاقتباسات

14

متابعين

حسن حسني باشا بن حسين عارف الطويراني ولد سنة 1850م. شاعر وصحفي تركي المولد عربي النشأة. ولد ونشأ بالقاهرة. وجال في بلاد إفريقية وآسية والروم. وأقام بالقسطنطينية إلى أن توفي ...

المزيد عن حسن حسني الطويراني

اقتراحات المتابعة

أضف شرح او معلومة