الديوان » صالح المنديل » على واجهة الدنيا

الدنيا

من ذوات حمر الرايات شمطاء

لا تضاجع إلا ذوي المال و ارباب النفوذ

قطعة من نَقد مرسوم على الوجهين

الوجه مكتوب عليه انت هنا

و القفا يقرأ انه هالكٌ كان هنا

نذير الموت يولد بمولد الحياة

بينك و بينه حاجز شفيف

ينادي

إني قادم أين تلوذ

ياتي معك ملاك و شيطان

 بالله و باسمه من مكر ابليس نعوذ

انت و ابليس اثنان في شراكة

شريكان بالغواية و الجسد

اثنان يلعبان جرات الحبل

::

اشباه صحوة بعدما طال الرقاد

ما انت الا كائن او صدفة جئت

نزوة ام غلطةً من أخطا القدر

انك و الشيطان و الموت و الملائك

و الآخرون توائم تتصارع للبقاء

غالب و مغلوب أو ظالم و مظلوم

غنيّ مترف أو بائس يجلدهُ الفقر 

تتصارع بالوعيد و التحذير و النُذُر

و الحور و الجنان و السعير أو سقر

ما كان ذاك حاصل للأنعام

و الثواب و العقاب او نهاية البشر؟ 

تصيب و تخطيء تارة 

تقول هذي تصاريف القَدَر

لست بمأمن منه تلوذ

و لا الحديد يأويك و لا الحجر

انها الحياة، حب الذات 

مولد البغاة والطغاة

حياة بأشكال الموبقات

شيطان إذا مكنته غادر

خلف التلال يزني بالرفاة

:::

و لا معين لك وقت الملمات

سوى السلوان و الصبر

يرمقك الجار بنظرة لا كراهية

لا مودة بل اولا ان يتقي الخطر

يمشي نحوك خطوة يذرع الارقام

يزرع الأوهام، تحدثه النفس 

كيف عليك ينتصر

ما أنت الا وسيلة

لغاية في نفس ذلك البشر

نادم اذا علقت امالاً  عليه

ليته قبل التودد كان قد عثر

انها الدنيا بلا قناع

خطايا تتأرجح بين انياب القدر

:::

الموت ليس نهاية 

حدث يفرق الروح الابية

عن جسد كل ما فيه عاهات

راحة الخلد التي بعدها لن تجوع

تقول اذا دعاني داعي العَود

كان الجواب لا و ام و لن هيهات

لا عناء بعد اليوم لا عبث لا حرب

و النفس تصدح " بارك الله الممات"

خير نهاية لشر بداية و ما جرى 

منكرٌ من حادثات

:::

و الصراع في الدنيا للجميع

على الجميع و جمع بني الانسان

أشرار بغاة

هنا لله، الدين دعاة

و هنا جربوع على الأكتاف

يخطوا و يعدوا بثبات

يتملق للسلطان نفاقا و يرتل

"من دم العبيد قطف الثمرات"

السعادة وهم و سراب

محض أوهام سراب

و خيال من اكاذيب الحياة

امرها أمر حيرت به لقمان

حيرت به الجهابذ و السراة

الممات لا يعني النهاية

فكم من ميت و هو نابض فَرِحٌ

يسري على الأقدام في درب الحياة

و كم من هالك منذ قرون

لم يزل حيّاً و من هديهِ يجتر الدهاة

لا تقول الموت، انه الخلاص

انه الحادث الأعظم في درب النجاة

انه المخلص عيسى بن مريم

 أو تموز رب الخصب جاني الثروات

 

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن صالح المنديل

صالح المنديل

232

قصيدة

طبيب و شاعر منذ ١٩٨٢

المزيد عن صالح المنديل

أضف شرح او معلومة