جلست في صنعاء خائفٌ مترقب
يسومني الليل الطويل بالحسرات و السهر
قد يؤذي الانسان نفسه
دون قصد أو دراية
و يلصق الأحداث جهلاً بالقدر
يتخبط دون علم او دراية
و يكتب اللوم على لوح الدهر
نادى منادي اليأس ان لا تبتأس
لعشواء الحوادث و القدر
قانون الحياة ان لا تبقي
على شيء و لن تذر
مقالة نقولها حين ينوبنا الضجر
اذن لمَ التذمر لم الخوف
أو الترقب عبثاً أو الحذر
الدرب طويل مظلم و الباب موصد
نادتك الأهوال كأنها تقُل اين المفر
فهيا نحرث الأرض نوقضها من الممات
هيا ننحت الحجر
و ننشد نكاية بالحساد
ليت هذا العالم الجميل
كان أو يكون بلا بشر
دون احقاد بلا ضجر
::::
هجرت في بغداد فاتنة
أن أقبلت يتوارى خجلا منها القمر
آية الجمال عيونها الخضراء
و الأحداق حينما يحلو القاء و السمر
جيدها جبد الظباء رشيق
لا يُشتكى منه طولاً أو قصر
صوتها لحن طروب عزفت انغامه على وتر
يرن صداه في خاطري كل ليلة
حين نهضت فَزعٌ عند سويعات السحر
تطاردني رسومها كالأشباح
تقول ماذا و اين العهود
انك انت الظالم الباغي الأشرْ
يصيح رسمها بخاطري ان لا أعود
إني كاره لكل ابناء البشر
تباريح الشوق تجلدني
نائيا في جبل صنعاء نادماً
دون خلٍّ أو خليل أو سمير أو سمر
كف عني اللوم فإن ماضينا له قدسية
نحمل وجده بين الجوانح و الصدر
أممت وجهي نحو نخلات العراق
لاسمع فؤادها يعانقه من شوق
لنا الأتراب و النحر
و يرجع الصدى يقول
كذبت قد بانو و ولى عهدهم بلا أثر
هنا إذ يؤكل الجراد و البعوض يحيى
و الأمل يموت ،بسياطه يجلدنا الضجر
الامل يموت معدوما بطلقات الدهر
انسى، فريعان الصبا ولى و انحسر
نجوب في الآفاق حاملين
اثقال الهموم و ننحت الحجر
و لن يصيبنا سوى الأضغان و الكدر
وا ضيعتاه هكذا يمر دهرنا على عجل
و تذبل الأغصان و لن نجني الثمر
:::
232
قصيدة