الديوان » العصر العثماني » حسن حسني الطويراني » نبث إليك رب العالمينا

عدد الابيات : 26

طباعة

نبثُّ إِليكَ ربَّ العالمينا

وَإِنك  عالمٌ ما قَد لَقينا

تقاطِعُنا  الملاحُ وَقَد وَصَلنا

وَيُبقينا الغَرامُ وَقَد فَنينا

إِلى كَم لا يراع الحُبُّ عَنّا

وَكَم ذا تحكمُ الأَلحاظُ فينا

وَما خَوفٌ وَلا جَزَعٌ سِوى أَن

يَبعِّدَنا الهَوى دُنيا وَدينا

وَيا  كَم ذا نقضّي اللَيلَ سُهداً

وَلا أَجراً وَلا صَبراً مُعينا

وَقَد وَلّى النَضير بحبِّ فانٍ

وَما  يَبقى وَإِن كُنّا بَقينا

وَإِنّي لا أَرى أَحَداً سِوانا

يَحقُّ  عَلَيهِ نَوحُ النائِحينا

فَنَحنُ الهالكون بغير جرمٍ

وَنَحنُ  الحائرونَ وما هُدينا

وَنَحنُ الضائعون بكلِّ أَرضٍ

وَنَحنُ  الظاعنونَ القاطنونا

وَنَحنُ السافحونَ دَماً وَدَمعاً

عَلى حُبِّ الطغاة الظالمينا

يَعلمنا الهَوى في العزِّ ذلاً

وَكَيفَ يَطيب ذلُّ الكابرينا

نريد  العزَّ بالسلوان لَكن

أَبى  القهّارُ إِلا أَن ندينا

وَلو صينت لما هانت لديهم

نُفوسٌ  تَحفظُ الودَّ المَصونا

أَلَيسَ  المَوت للعشاق خَيراً

بَلى وَالمَوتُ سترُ العاشقينا

فوا  ويلاً لِمَن يَهوى ظَلوماً

لعمري ذاكَ أَشقى العالمينا

وَيا  بُعداً لمن يُفني الليالي

عَلى  جهدٍ بحبِّ الهاجدينا

وَيا يأساً لذي أَملٍ وَحُزناً

وَخسراناً لِمَن يَرجو ضَنينا

فَلا هوَ يَستطيع لَهُ اكتتاماً

وَلا  إِن قالَ يَأَمَنُ عاذلينا

وَلا غَيرَ الأَكفِّ لَهُ مَعينٌ

يُكفكفُ  دمعةً تَجري عُيونا

وَلا  غَيرَ النُجوم لَهُ سَميرٌ

وَلا غَيرَ الهُمومِ يَرى خَدينا

وَلَو كَتم الهَوى يَوماً فَهَينٌ

وَلَكن كَيفَ يَكتمُه سنينا

فَلا رحم الإِلهُ الحُبَّ يَوماً

وَلا لقّاه خَيراً يا أخينا

فَلَولا حُبُّ آدمَ ما خَرَجنا

مِن الجَنات نَشكو مِن أَبينا

وَلَولا الحُبُّ لَم يَقتل أَخاه

فَيَلقى  الخزيَ قابيلٌ مهينا

وَفي الملكين معتَبَرٌ عجيبٌ

فَسل  عَن ذاكَ ذكر الغابرينا

فَكلُّ ضَلالة فتشتَ فيها

وَجدتَ  بِها الهَوى رُكناً رَكينا

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن حسن حسني الطويراني

avatar

حسن حسني الطويراني

العصر العثماني

poet-Hasan-Husni-al-Tuwayrani@

977

قصيدة

9

الاقتباسات

13

متابعين

حسن حسني باشا بن حسين عارف الطويراني ولد سنة 1850م. شاعر وصحفي تركي المولد عربي النشأة. ولد ونشأ بالقاهرة. وجال في بلاد إفريقية وآسية والروم. وأقام بالقسطنطينية إلى أن توفي ...

المزيد عن حسن حسني الطويراني

اقتراحات المتابعة

أضف شرح او معلومة