كانت ايامنا في كل عام دورة تدور
كما الرحى على قطب تدور
القرية في اذار يغزوها الربيع
تشرين ولّى و الصقيع
يعود وفي نيسان اشكال الزهور
النرجس الصافي يورّد و يُبعث
من جديد في العيون نور
و تندى اوراق الكروم ،تنمو
ثورة خضرا تثور
نلهو في الطرقات نلعب
حيث لا زمان، لامكان،
كانه توقفت عقارب الزمان
تخيمُ اشباح المساء على الأزقة و الدروب
و الليل يشرب آخر
حبات الضياء، و صوت ابي
عودوا إنه يا حمقى الغروب
نعود لنرسم من خيال عالمنا
الصغير من وحي السماء
خيال من وحي السماء ، حول موقد النار
موقد الدفء و الضياء
من وحي حكايت جدتي
تتلاشى حين يضمحل الليل
عن النهار و الضياء
كانت ليالينا الهنيه تطرزها زخارف السماء
بالنجوم
بأسراب الثريا و بنات نعشٍ و سهيل
بينها غبار أبيض كانه غيوم
و كم تسائلنا ماذا حاصل هناك
بعيدا عالياً عند اشباح السدُم
و أبراج عالمنا البريء ترتقي
حتى تزاحم النجوم
ثم نعود بعد حين
يتلاشى عالم البراءة المطرز بالنجوم
الى ايام الصبا يرجعنا الحنين
تلاشى و لم نزل بالليالي حالمين
ليست سوى تذكار ايام الصبى و نبقى حالمين
لم يبقى من القرية
سوى اشباح خرائب من حجر و طين
امسى الجميع نازحين
و الأيام اصبحت وحل و طين
حقيقة هذا العالم الفاني المهين
نبقى اليها بالحنين و التذكار نحن نائحين
الى أيام الصبا يرجعنا الحنين
232
قصيدة