الديوان » عبدالله حديب » أغاثك الشوقُ

عدد الابيات : 24

طباعة

أغاثَكَ الشوقُ أم لم يُبقِ فيكَ يَدا

والحزنُ طيرٌ على غُصْنِ الجفونِ شَدا

وما دموعي سوى نَفْسٍ أَجودُ بها

وما حروفي سوى القلبُ الذي ثُردا

فغادَرَتْ نَجْمَةُ الدنيا وبَهْجَتُها

بلا وداعٍ فطاشَ الحُبُّ واتّأَدا

يا ظَبْيَةً جفّلتْها أنَّتي فَرَنت

مَرْعاكِ بالقلبِ ما أكدى وما كَسَدا

إن تقربي تقربي من باسلٍ ثِقَةٍ

أو تَبْعُدي ففؤادي بالهوى زَهِدا

فمسلكي بالليالي أنني جَلِدٌ

أُعاشرُ الصبرَ إن عادَى وإن جَحَدَا

سَرَيْتُ والعُمْرُ لا يُبقي على أملٍ

وعِشْتُ والموتُ يدعوني وإن بَعُدا

وقد ضَحِكتْ ليالٍ لستُ أَحْسَبُها

تصيرُ من أمسِنا والحزنُ صارَ مَدَى

فكُلّما شَبَّ في دربِ الهوى أملٌ

أَلْفَيْتُهُ من جُروحِ العمرِ قد خَمَدا

فكلُّ جُرْحٍ يَمُرُّ الصدرَ ذو أثَرٍ

وكلُّ فَرَحٍ من الآهاتِ قد فُقِدَا

من خاضَ حرباً ضروساً ليس يَجْهَلُها

ومن سَقى من حياضِ الهجرِ ما وَرَدا

إن رُمْتُ فَرْحاً فما في جُعْبَتي ثَمَنٌ

أو رُمْتُ وَصْلَ حبيبِ القلبِ، قالَ غَدا

وصُحْبَةٌ كنتُ قد ظَنّيتُهُم أَسَلاً

وَجَدْتُهُم في جُذوعِ العاذلينَ يَدا

ألقَوا فؤادي وقَبْلي كان يُوسُفُ قد

أَلْقَوهُ في الجُبِّ إخواناً لهُ حَسَدَا

حبائلُ الكِبْرِ أغلالٌ مُسَعَّرَةٌ

رِداءُ وَهْمٍ يطيلُ الذلَّ والفَنَدا

فلا يَظُنَّنَّ عُذَّالي عداوتهم

ممّا يضرُّ فما بالعاذلينَ هُدى

عَرَفْتُ رُشدي ومنهاجي فكلُّ فَتَى

لم يَزْرَعِ الخيرَ في دُنْياهُ ما حَصَدَا

والفعلُ كالماءِ بادٍ عندَ مشربهِ

شُرْبي قَراحٌ وشُرْبُ العاذلينَ صَدَى

للهِ وجهي وبالرحمنِ مُلْتَجَئِي

رَبٌّ كريمُ العَطا لم يتخذْ وَلَدَا

ياربِّ فاغفرْ فقد أقرَرْتُ في زَلَلي

واجعلْ فؤاداً تَماهَى بالهوى بَرَدَا

إليكَ قدَّمتُ آمالي وها أنا ذا

وجهي لغيركَ يارحمنُ ما سَجَدَا

لم أتَّبِعْ غيرَ نهجِ السابقينَ ولم

أرجو بغيرِ جنابِ اللهِ مُلْتَحَدَا

كتبتُ شعري وخلدتُ الغرامَ بما

كتبتُ حتى وريدُ الشعرِ قد فُصِدَا

يا ضيعةَ العُمرِ إن كانتْ مَواجِعُنا

فيما كتبنا وأنشدنا تضيعُ سُدَى

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن عبدالله حديب

عبدالله حديب

13

قصيدة

شاعر سعودي

المزيد عن عبدالله حديب

أضف شرح او معلومة