"فُرْدٌ" تُريكَ الحق في السرابِ

سميتها ولم تَطِر عقابي 

جلّابةً سلّابةَ الألبابِ 

لها متى ترقَ على هضابِ

زئيرُ ليثٍ رابضٍ بغابِ

تقول لي "يا درةَ الأصحابِ 

ما بكَ في الجنونِ دون ما بي

عَلِمتَني وجّاءةَ الرقاب 

فاسمع كلامًا ليس بالكذابِ 

لأبلغنْكَ أولَ الركَّابِ

إما المرامَ أو إلى الحسابِ

فانظر هداك الله للصوابِ"

أملحُ في عينيَّ من كعابِ

ميساءَ في نعومةِ الشبابِ

مدلَّةٍ بحسنها الخلّابِ

موشيةِ الكفينِ بالخضابِ

أزرى بحسَّدٍ لها أترابِ 

إنْ أسفرَت رمينَهُ بِعَابِ 

غِرٍّ فلم تهمَّ بارتيابِ  

خريدةٍ لذيذةِ الرضابِ

كأنما منها على الأنيابِ

قطر الحيا قد سِيطَ بالعنّابِ 

قاتلةٍ كالمرهفِ القضَّابِ 

إذا انتضيتهُ من الجِرابِ 

يومًا غداةَ الروعِ والضرابِ 

وروضةٍ مخضرَّةِ الثِيابِ

تهتزُّ في مياهِها العِذابِ

أميرةٍ في أسحمِ السحابِ