الديوان » أيوب الجهني » إلى الله أشكو بعدها واقترابها

عدد الابيات : 20

طباعة

إلى اللهِ أشكو بُعْدَها واقْتِرابَها

وجمرةَ شوقٍ لا تُحسُّ عذابَها

إلى الله أشكو لا إلى الناس أنها

بقربي، ولكن لستُ أبْلُغُ بابَها

كتمتُ هوىً لو بُحْتُ للناسِ بعضَهُ

رأوا قلبَ صَبٍّ يستلذُّ حِرابَها

ألا حبذا أرضٌ بِها حَلَّ رَكْبُها

وإن كنتُ قبل الحبِّ أَقْلِي تُرابَها

ويا حبذا ـ مِن أجلها ـ كلُّ مُتعِبٍ

يُبلِّغني حتى أُحَيِّيْ قِبابَها

ألا نبِّئيني كيف أكتُمُ، والهوى

بقلبيَ نارٌ قد سئمتُ التِهابَها؟

صبورٌ إلى أنْ تُغمِضَ الشمسُ عينَها

وتَخْلعَ عُبْدانُ الظلامِ ثيابَها

وتَرْمُقَني من ألفٍ عينٍ، كأنها

عيونُ ذئابٍ حانِياتٍ رِقابَها

فذلك يا ظمياء ليلٌ تشبَّثَتْ

بأَرجائهِ الأَرْضونَ، تخشى ذهابَها

تطاولَ حتى قلتُ: ضلَّتْ طريقَها

هَوَادِيِهِ، والأعجازُ حَطَّتْ رِكابَها

وأَظْلمَ، حتى صَبَّ في كلِّ وُِجْهَةٍ

سوادًا يُّضِلُّ المُدْلِجاتِ صَوابَها

تعرَّضَ لي فيها خيالٌ يزُفُّهُ الـ

ـكرى، لِفتاةٍ أيَّسَتْني جوابَها

إلى أنْ عَلَا صوتُ المُنادي، فلمْ أجِد

سِوى صمتِ لَيلٍ مِثْلِها ، قد تَشَابَها

وشَقَّتْ سيوفُ الفجرِ أستارَ غفلةٍ

تَهِبجُ على العينِ الدَّمُوعِ انْسِكابَها

فلا الطيفُ أرضاني وخفَّفَ لوعتي

ولا النومُ وفَّى مُقلتَيَّ حِسابَها

وجدَّدَ فيَّ الهمَّ نوحُ حمامةٍ

كأنّ الهوى يومًا عَدَا فأصَابَها

ولستُ بما تُخفيهِ ظمياءُ عالمًا

ولو أظْهرَتْهُ ما شَكَوْتُ احْتِجابَها

وليستْ بما أُخفيهِ من صادِق الهوى

ورمْضائهِ تدري فأَرْضى غيابَها

أعِفُّ كما عفَّتْ، وأُغْضِي كأنني

خَلِيٌّ ولم أَطْعَمْ على البُعْدِ صَابَها

ألا رَحِمَ الله امْرءًا باتَ خاليًا

فأصبَحَ والأحزانُ ألْقَتْ نِقابَها

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن أيوب الجهني

أيوب الجهني

28

قصيدة

شاعر وأكاديمي

المزيد عن أيوب الجهني

أضف شرح او معلومة