الديوان » صالح المنديل » صاحب الجلالة

قيود صاحب الجلالة: أوكلاند ٢٠٠٦

رأيت صاحب الجلالة يسير خلفه

اقزام تتلو مزاياه مثل تمجيد العظماء

تفتح الابواب تلمع الحذاء

تقصي  عن طريقه الغوغاء

تنفذ رغباته كما يشاء

تعرض عليه مزاياها سانحات من ظباء

بعضهم كانوا صحبي، أو هكذا يدعون

نافقوه، أوغروا الصدر الذي نفخوه من هواء

و نحن من شدة الهول صحنا

سامحونا، انا أناس ابرياء

نحن كنا في وطنّا غرباء

كدحنا سنوات عجاف، وكل ما جنينا

راح ادراج الرياح، منثوراً هباء

و اليوم حطينا الرحال في موطن

جديد، نائي هناك خلف البحار بعيد

انني اليوم غريب، اصبح الامر اكيد

:::

دعاني صاحب الجلالة و الغيض

تصدعت منه فتكه الصدور

اوغر الغيض النفوس ظلماً و الصدور

الدم غي عروقه الزرقاء يغلي و يفور

قلنا في لحظة من غيظ  "وغدٌ اصابه الغرور"

حارسه الهندي في الباب 

حول جلالته يدور

و يقول أنك تطاولت على أصاحب السعادة و السرور

على طاغية تأول اليه جميع النوائب و الأمور

اليه الورود و منه الصدور

سوف تبوء في كل الذنوب

صاحب السعادة غير راضٍ

انت تكفر باللوائح  القيود

قالها و كان يبدو كما الشادي الطروب

غدا تواجه القاضي ، بعد جلسات و جلسات

سوف تندم و لن تذوق النوم إن حل الغروب

تمشي على التيه في كل الدروب

سألته هل تتشفى؟ 

حينها ادركتُ

" هكذا تبدي نواجذها الخطوب"

ثم رددتُ انا ابن العراق

مولود من لدن الحروب

تركت وسماً على جبيني الخطوب

 :::

حلت جلستي و كأن قلبي 

يريد من بين أضلاعي الفرار

وجدت خصمي صاحب الجلالة

هو القاضي ، هو الجلاد صاحب القرار

تلفتُ حولي فوجدت صحبي

قد تحلقوا حولي ، ثم سكن قلبي و كاد أن يطمأن

اطرق القاضي قليلاً الى من حوله ثم استشار

و الاصحاب منهم السجان و الجلاد و البواب

حينها عرفت ان صاحبي  منافق غدّار

اطلق السهم على صدري و قدم اعتذار

سألت صاحب الجلالة

ما هي التهمة و ما هو القرار

حدق الى السماء ثم الى صحبي و استشار

انك صعب القيادة

جئت من بلاد بها ارهاب كثير

انتم تتمنون لنا نار السعير

تستعبدون النساء ذلاً و ثبور

اذهب  و لن ننسى انك ذات يوم 

 قد شتمت قائدنا الأمير

::::

رقق على حالي بواب الزعامة

يقول هلا اخذت لك مني علامة؟ 

إذ يقول على الفتى ان ينظر خلفا لا أمامه

سهام ولا الغدر تأتي من ورائه لا أمامه

ان يمشي خلسة مثل افعى ناعم الملمس

مسالم كالحمامة

تكشيرةٌ تّسمى ابتسامة

يقول نحن قوم خُيرنا واخترنا السلامة

أمكر من ثعلب و أجبن من نعامة

و ينظر حوله محاذراً  طعنات  صحبه 

ويسترضي الزعامة و القمامة

لا تخبّر اي مخلوق

منتظراً ان تجلو الغمامة

غداً تصير الى المزابل مئة عمامة

و يداس بالحوافر اصحاب الفخامة

يخيرني المخدوع بين السلامة و الكرامة

انا جئت من الصحراء  لن أقايض بالكرامة 

انني بعت ما كان يدعى بالسلامة

و رميت القيد في حوض القمامة

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن صالح المنديل

صالح المنديل

232

قصيدة

طبيب و شاعر منذ ١٩٨٢

المزيد عن صالح المنديل

أضف شرح او معلومة