قل ياعليُ فإن قلبي خاشعٌ 

فالظرف أصبحَ دائناً ومدينا

هوّن عليك فكلُّ شيءٍ ذاهبٌ 

والشيءُ نحنُ ، وراحلٌ مافينا 

إني أخذتُ من الحياةِ كفايتي 

ماعدتُ أرغبُ غمرةً وجنونا 

ماتلك إلا ومضةً وستنتهي 

فالنفسُ تذبلُ غربةً وأنينا 

مرتْ عليَّ من السنين خرافةً 

ونسجتُ ملحمةً تفيضُ يقينا

قلبي تمرد في غياهبِ نبضهِ

ماكان قلبي بالهوى مسكينا 

قعّدتُ لهجة كلِّ رمشٍ عابرٍ

وحذفت نوناً خلتهُ ملحونا 

لأن ارتحلت يقيم شعري مذهباً 

إن عاش بعدي شامخاً موزونا 

قل ياعلي فإن عيني لم تعدْ

تلك التي تبكي أسىً وشجونا 

أحزانُ يعقوبَ النبيِّ عبرتُها 

وقيمصُ يوسفَ مخرزاً مسنونا

ماعادَ حزنُ الأولين يخيفُني 

فالحزنُ أضحى مَنهلاً ومَعِينا 

وجداولاً للضوءِ تنعشُ فكرتي 

نبلاً ، وتلهمُ شاعراً مجنونا 

وحقيقةُ الإبداعِ تُولدُ ثرّةً 

في وحي من ذاق العَنا وحُزونا 

قل للتي مرت بآخر نشوتي 

ياريمُ عاد هواجساً وجنونا 

ماعادَ يغريهِ التأبجدُ فاقصري 

خطو الحروف شقاوةً وشجونا 

لاصوت يُسمع ظلهُ في خلوةٍ 

والبرتقالةُ لم تعد تعنينا

وكأنه قد مرَّ جناً أبيضاً 

يوماً تملّك ، ثم عاد مَهينا 

إن كنت تنوين الجنونَ تقدمي 

وأعيدي تشكيلاً

لهُ وعيونا