الديوان » العصر العثماني » حسن حسني الطويراني » جواهر المجد صون العرض أغلاها

عدد الابيات : 38

طباعة

جَواهرُ المَجد صونُ العَرض أَغلاها

وَرتبةُ الجد عِندَ النَفس أَعلاها

وَغايةُ الفَوز في الأَيام محمدةٌ

إِذا فَني وَبها في الدَهر أَبقاها

وَصَفوةُ العَيش في نَيلِ القَناعةِ لَو

تَيسّرت لمرجّيها فصافاها

وَالنَفس  قَد خابَ من دسَّى لطافتها

وَأَفلح المرء فيها حَيث ذكاها

وَإن أَعدى العِدا من ظل يضحكها

وَإن  أَوفى  صَديق كان أَبكاها

لَو أَن أَضيع أَوقات الرجال سُدى

أَيام  صَفو تسيء الخَتم حسناها

وَإن  أنحس  أَيام لنا سلفت

بها شرين الهَوى غَيّاً وَبعناها

وَالنَفس إن صلحت فَالناس كلهم

أَحبابها وَمَتى تفسد فأعداها

وَربما  جهلت حيناً وإن علمت

بأن  مسعدها  بالغيّ أَشقاها

وَالنَفس لَوّامة تنهى وَقد هُديت

كأن  مرشدها في الحَزم أَغواها

وَالنَفس أَمّارة بالسوء طاعتها

سهلٌ وَلكنها صعب قضاياها

وَالنَفس قَد أُلهمت معنى الفجور كما

قَد أُلهمت رشدَها الناجي وَتَقواها

وَالنَفس إن شرفت كانت مَلائكة

أَربابها وَارتضى الرحمن مسعاها

وَالنَفس إن خَبثت كانت مراتبها

دُون البهيمة واللذات مرعاها

فاطلب  بها شرفاً تضحى بهِ ملكاً

في  صُورة الأنس وَالإِنسان فحواها

وَاقصد  بتنزيهك الأَخلاق ما وَصلت

لَهُ  النُفوس الَّتي المَولى تَولاها

وَاقصد بقوّة عدل ضعف ظالمة

يموت بالذل من بالعز أَحياها

وَادفع  بجلب الرضا آلام غاضبة

فكل ما يغضب الديان أَرضاها

وَصُن  حياتك عن مَوت اليَقين فَما

تَصفو بَغير مبادى الحَق عُقباها

وَخف وَساوسَ شَيطان الهَوى فَلَكَم

تَجني  الوساوس في تخريب مأواها

وَاحذر مدى الدَهر إغراء المحال وَكُن

معززاً بجلال الزهد تيّاها

إن  النفوس وإن أَكدى تنقُّلُها

فَلَيسَ  تُبقي أَمانيها مناياها

كذا النَصيحة مهما عز سامعها

فَأَمرُها عند عقب الأَمر أَحلاها

فَكمل النفس كَي تَرقى الكَمال بها

فَإنما أَنتَ بعض الترب لَولاها

وَاستعمل السمع والأبصار في حكم

فَكَم حقائق تبدو في خَفاياها

فيم  التذلل فيما أَنتَ تاركُه

وَقد  رَأَيت  مع الأَمثال أَشباها

هوّن  عليك فخير العَيش ما نعمت

بهِ الخَواطر في الدُنيا وَأَرضاها

ما العَيش في نعم كالعير في بشم

تبغي المَراعي وَما تَرعاه أَفناها

فَالنَفس في فاقة ما دمتَ في طَمعٍ

فَإِن  قنعت فبعض الكل أَغناها

إن  عشت فالرزق مكفولٌ وَغايةُ ما

تخشى الرموس وَيَوماً أَنتَ تَغشاها

فارفق  بنفسك واطلب حسنَ راحتِها

وَذر  غرورَ  الأَماني وَاتَّق الله

وَلَستُ أَنهاك عن نَيل الفَخار إِذا

أَعملت  فيما اقتضاه المالَ وَالجاها

ما أَحسن النَفس إِن صانَت مكارمَها

مع  حفظها دينها تدبير دُنياها

وَلَست تُدرك مَعنى النَفس إن غفلت

وَلَست تجهل إِن أَدركت مَعناها

وَقَد  يَهولك  أَمر في عَواقبه

من بعدما راقنا في العَين مبداها

إِياك تَهوي بك الآمال عن حذر

فَقد تحيد عَن المَغنى مَطاياها

فَمن  غدا في الهَوى راحَت عزيمته

وفاته  من حَياة الخلد أَهناها

وَمَن  يَكُن  بدؤه هينٌ وَغايتُه

مَوتٌ  فَما صَفوة فيها تَمناها

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن حسن حسني الطويراني

avatar

حسن حسني الطويراني

العصر العثماني

poet-Hasan-Husni-al-Tuwayrani@

1050

قصيدة

9

الاقتباسات

14

متابعين

حسن حسني باشا بن حسين عارف الطويراني ولد سنة 1850م. شاعر وصحفي تركي المولد عربي النشأة. ولد ونشأ بالقاهرة. وجال في بلاد إفريقية وآسية والروم. وأقام بالقسطنطينية إلى أن توفي ...

المزيد عن حسن حسني الطويراني

اقتراحات المتابعة

أضف شرح او معلومة