يا ضيعةَ العمرِ قد ضاعتْ أمانينا

"لينا" ذكرتُك ليتَ النورَ يذكرنا

أيا "سميرةُ" أينَ القومُ قد رحلوا

من قلعة الموت من أحقاد طاغية

قد غادرَ "البدرُ" من أرجاءِ ديرتنا

وعششَّ الغدرُ في أعماقِ تُربتِنا

مُذ ضاعَ "رامي" وجيشُ الجهلِ يَمضَغُنا

ما هانت الأرض لولا أننا نفر

ومن يسلّم للأفعى حدائقه

ما بال "نمرو" قد انحطتْ كرامته

هل ضاقت الأرض، هل ماتت مروءتنا

"عدنان" يا جرحا يأبى إذ اندملت

هذي بلادك كالإسفنج مذ خلقت

وليس تمنح إلا النار تحرقنا

كأننا لم نجد بالروح مذ طلبت

يا "نامق"، البحرُ قد ضاقت مناكبه

النّاسُ في الأرض أشجارٌ مثمّرةٌ

الناس أسرى بلادي سامهم رهق

لا زلت أذكر يا "عبسي" مضاربنا

وأذكر البحر والأمواج تتبعنا

وأذكر الليل من شباك عزلتنا

لابد يوما به ترتاح قافلتي

ستشرقُ الشمس حتى لا أفول لها

"تيكي" تترجمُ عن "لينا" حكايتَ

"عدنانُ" ولّى وماتَ الحلمُ يا "لينا"

حتّى ينوّرَ في الآتي ليالينا

هلا رحلت لعل الهجر يشفينا

من عالم الظلم من سجّانِ آتينا

وأحرقَ الليلُ في يأسٍ بَوادينا

وأغرقَ الجهلُ والحمقى نوادينا

"علامُ" والعالم المسعور يشقينا

هانت علينا على حُمْقٍ أمانينا

هيهات ينجو إذا بالسم تروينا

وعاون الشر حتى باتَ يدمينا

هل خانت الروح، هل جفت روابينا

كل الجراح ويبقى نازفا فينا

تمتص من دمنا قوتا وترمينا

قد صيرت دمنا جمرا وغسلينا

ولم نُصلَّب، ولم تتلف مآقينا

من شدة اليأس فلترحل وتقصينا

والناسُ في بلدي نُجْما شياطينا

سمطين قد قسّموا: قرشا وسردينا

و"بيت جدي" ونارا ليس تؤذينا

حتى تعّمدَ في شوق أغانينا

وقاربَ الشَّوقِ في حزن يبارينا

من لجة البحر من كيات مبكينا

وينقضي الليل حتى لا يدانينا

ووابلُ الوجدِ والأشواقِ يسقينا