الديوان » العصر العثماني » حسن حسني الطويراني » ترى أين حلوا أو إلى أين أزمعوا

عدد الابيات : 39

طباعة

تُرى أَين حلّوا أَو إِلى أَين أَزمعوا

وَلم يعلموا من ودّعوه فروّعوا

تَنأَّت بهم عنّا ونافت تنائفٌ

وَعزّ انفصالٌ حيثما عزَّ مرجع

فشُلّت  يدٌ مُدَّت لتوديع راحلٍ

عَلى إثره يَشقى الفؤادُ المفجّع

وَذُمَّ  زَمانٌ  ما  وفي بدوامه

وَلا  ذُمَّ عيشٌ مرَّ إذ نحن جُمَّع

فيا راحلاً بالرغم عني رحيلُه

بودي تَرى بعد النَوى كَيفَ تصنع

لقد شُفيَ الحسّادُ وارتاح من وشى

وَنال الَّذي يَرجو العذول وَمن سعوا

وَأَعقبتَ قلبي زفرةً بعد زفرةٍ

عَلى حسرةٍ من حرِّها يتصدّع

وَعوّضتَ  عيني بعد طلعتك البُكا

فلا  أَدمعٌ تجدي وَلا أَنا أَقنع

عَلى طلل أَبكي وَقَد كانَ آهلاً

وَأَصبح هذا اليَوم والدارُ بلقع

وَما  زالَت الدُنيا يذلُّ عزيزُها

وَتصريفُها فينا يضرُّ وَينفع

هنيئاً لجفن لَيسَ تعرف ما البُكا

وَطوبى لقلبٍ ليس يبلى فيجزع

خليلي  إني بالتأسي لقانعٌ

وَلكن بنوحي بعد ما صار مولع

أَتجمَع حَتّى تفرح النفس وَالَّذي

تغرُّ  به نردى وَهيهات ندفع

نؤلَّفُ  حَتّى نطمئن إِلى البقا

وَمِن حَيثُ أَعطَت في الحَقيقة تَمنع

وَحسبُك في الأَيام تحدو بركبنا

إِلى  منزل  نهوى سِواه فنفزع

بصائرنا  تدري وَتجهل ما درت

وَأَبصارنا مما رَأَيناه تخشع

وَما  الناس إلا جاهدٌ بعد فاقدٍ

وَباكٍ  عَلى  باكٍ وَكُلٌّ مودع

وَما  المَرء إِلا كالذُكاء حياتُه

وَيَدري غُروب الشمس من حين تطلع

وَما  العَيشإِلا مَنزِلٌ قَد تداوَلَت

تَعاوُرَهُ  عادٌ وَخَلَّفَ تُبَّعُ

كَأني  أَراهم  أَمةً  بعد أَمةٍ

تدافع بعضٌ بعضَهم إذ تدفعوا

كأَني أَراهم هالكاً بعد هالكٍ

أَو  اِنِّي  أَراهم تابعاً ثم يتبع

غصوناً متى تنمو وَيضفرْ طليلُها

تهشَّمْ وهين ثم ينمو وَيَينَع

وَما  فنيت  أَرضٌ ولا زال جوُّها

وَلا اختل منها مستصافٌ وَمربع

وَكُل  سحابٍ قَلا تلاشته صرصرٌ

تداولها عنا السوافي فتقشع

وَإني  أَرى فيها الحَياة وَأختها

تبادلنا أَرواحنا حين تنزع

فسيان فيها فرقةٌ وَتجمّعٌ

وَخسران منها كدُّ نفسٍ وَمطمع

وَسيان  فيها أَرضُها وَسماؤها

وَقَد خُطَّ للأقمار في الترب مطلع

أَما هذه بنت الخليل أَخت أَحمد

شَقيقة من للعلم وَالفَضل منبع

دَعاها  وَريعان الشَباب يصده

وَوُرْقُ الصِّبا في جنة العُمر يسجع

عفا اللَه عن دُنيا أَضاعَت جَمالَها

وَفازَت بهِ الأُخرى وَإِن هيَ تفجع

أَما  كان  حق  للشبية واجبٌ

فيُرعَى  لدى داعي الفَنا أَو يُشفَّع

ليبك العفافُ المحضُ وَالزهدُ وَالتُقى

وَحسن السَجايا وَالحجاب الممنع

لتبكي  البواكي أَو تشق جيوبها

وَأَكبادها  قد  غالَ ما تتوقع

وَما مصرع أَودى بحسن صفاتها

وَلكنه للستر وَالخدر مصرع

منزهة عما يشين حقيقة

بحسن الثَنا وَالخُلقِ وَالخَلقُ أَبدع

سمت بأبيها وازدهت بشقيقها

وَعزت فمرأىً كم بكاها وَمسمع

لتبك عليها الحاسرات وجوهها

وَيندبها من كان بالحق يصدع

فلا  زالت  الدُنيا تردد ذكرها

وَلا  زالت الأُخرى بها تترفع

وَلازالَ  هذا الدَهر يتلو مؤرخاً

لزينب  ما بين الجنان تمتع

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن حسن حسني الطويراني

avatar

حسن حسني الطويراني

العصر العثماني

poet-Hasan-Husni-al-Tuwayrani@

1081

قصيدة

9

الاقتباسات

14

متابعين

حسن حسني باشا بن حسين عارف الطويراني ولد سنة 1850م. شاعر وصحفي تركي المولد عربي النشأة. ولد ونشأ بالقاهرة. وجال في بلاد إفريقية وآسية والروم. وأقام بالقسطنطينية إلى أن توفي ...

المزيد عن حسن حسني الطويراني

اقتراحات المتابعة

أضف شرح او معلومة