الديوان » عبدالله حديب » ملح العِتاب

عدد الابيات : 18

طباعة

عاتِبْ فؤادَك عن حبيبك كلَّما

يقسو عليكَ، وعن ودادِك قُلْ كَمَا

قالَ النسيمُ بكلِّ روضٍ عندما

حلَّ الربيعُ، وكلُّ عطرٍ قد سَمَا

واسأل شتاتَك: هل وجدتَ كفايةً

ممّا اقترفتَ بسالفٍ؟ واسأل أَمَا

يكفيكَ من شعثِ الطريقِ علائقٌ

لا زال يصرخُ جمْرُها متلعثمَا

يا صاحِ، هل جرّدتَ أسئلتي؟ وفي

عينيَّ مشاويرٌ تملّكها الظما

أرجو السرابَ، وأيُّ داءٍ قد يكونُ

كتائهٍ يرجو السرابَ تكرّمَا

اقرأْ عليَّ قصائدًا، حتّى إذا

حلَّ النعاسُ وجفنُ عينيَّ ارتَمَى

اكتبْ، فلا تُبقي لإحساسٍ طغى

في مهجتي صوتًا يريدُ تكلّمَا

عانيتُ ما عانيتُ من ألمِ الهوى

عانيتُ من قلبٍ بأضلاعي نمَا

وبكيتُ، لم تكن الدموعُ شواهدي

أبدلتُها شعرًا على سهري همَا

كلتا يدايَ تقيّدَتْ بمواجعي

والشعرُ سجّانٌ، وأحلامي دُمَى

والحزنُ أقدمُ من جميعِ مشاعري

صوتٌ قديمٌ في المسامعِ خيّمَا

وإيا حبيبًا كان كلَّ مواطني

إيّاك أن ترمي عيوني بالعَمَى

يا ملحَ عمري، لا تَزِدْ بتوجّعي

طيرٌ أنا ووجدتُ عيناكَ السمَا

منّي إليكَ توجّهي، خذني أنا

منّي إليكَ وكنْ لفرحي سلّمَا

وإذا رأيتَ بمقلتي تعبًا، فلا

تُعطِ انتباهَك لي، ولا تسألْ لِمَا

روحٌ موجَّعةٌ، ونفسٌ هالَها

هذا الزمانُ، فحقُّها أن تسأمَا

ثم ابتسمْ لي يا دواءَ مواجعي

فالحزنُ يغفو إن بدأتَ تبسّمَا

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن عبدالله حديب

عبدالله حديب

19

قصيدة

شاعر سعودي

المزيد عن عبدالله حديب

أضف شرح او معلومة