عدد الابيات : 47

طباعة

مصروفه في كل يومٍ وفير

أبوه إما سارق أو أمير

أو عنده أم ك(مرجانة)

في بيتها كل مساءٍ وزير

عليه من تغنيجها مسحة

ومن هدايا زائريها عبير

في كل يوم يكتسي حلة

أخرى، فيبدو دمية من حرير

حقيبة تخطو كجاسوسة

تروم أن تغوي نقياً شهير

تأتي به سيارة وحده

تعيده أخرى عليها خفير

يجيء ظهراً أو ضحى مثلما

يأتي إلى حفل البلاط السفير

يظل مطوياً مدى الوقت لا

يثيره شيء ولا يستثير

يجيب إيماءً، ينادي كما

يمازح الصمت الزجاج الكسير

يا ليت شعري ما اسمه عله

“سميرة” لكن ينادي “سمير”

يلوح في العشرين يبديه في

بداية العشر الغباء النضير

تحديقه مثل طحين الحصى

وخطوه يحكي عجين الشعير

يبالغ الأستاذ “رشوان” في

تدليله، يرعاه كابن المدير

يدعوه “طه” “أجدع الكل”، بل

يدعوه “مرسي” عبقرياً خطير

عليه من ذين وذا هالة

تحيطه عن أمر والٍ كبير

“ومصطفى” يعنى بإنجاحه

فيستحق السبق وهو الأخير

يجتاز صفاً بعد صفٍ وما

عانى طريقاً أو، أراد المسير

وبعد عام سوف يرقى إلى

كلية أعلى، ويدعى الجدير

ويصبح الدكتور، في داره

دكتورة من أي ملهىً أجير

ونحن في التجهيل نذوي كما

يضيع في قيظ الرمال الغدير

رقوه يا “يحيى”، كما رسبوا

“عدنان” إذ سمى زهيراً جرير

تحتاج يا “نعمان” كي ترتقي

عما طفيلياً وصدراً وثير

من قال أني أبتغي رفعةً

كهذه، هذا طموح حقير

رقوه يا “ملهي”، نعم حظه

أحظه أم أستذات الحمير؟

ما شأنه يا “صقر” تشقى به

أشمه عنوان آتٍ مرير

هذا الذي من صفنا كم ترى

له بصنعا أو سواها نظير

قل أين أهل البيت يا بيتنا

ولا تقل للفأر أين الضمير

يا “قيس” رقوه، كما رفعوا

من قسمنا كل كسول غرير

ورسبوا “نصراً” لنسيانه

“أم النبي”، هذا امتحان عسير

وسهلوه كيف شاؤوا لمن

لاقوه عوناً أو رأوه عشير

يا “زيد” أسكت بيننا من يشي

دعه، أما أنكرت هذا النكير

أخاف أستاذاً أرى وجهه

ولا أرى فيه الوجوه الكثير

في الليل يسطو هادئاً، في الضحى

يجتر ساقاً كمبال البعير

وتحت إبطيه ككراسةٍ

ولفةٌ فيها جهاز صغير

هذا الذي قال: إله القوى

أنال إسرائيل رباً قدير

عرفته يا “صقر”؟ كان اسمه

“وصفي” وهذا العام يدعى “منير”

والآن أضحى مستشاراً ولا

يدري سوى الشيطان ماذا يشير

وفوق هذا عنده ناهد

كأنها قارورة من أثير

عن وحيه رقوا “سميراً” أما

إرادة التجهيل جهل المصير

“سمير” من يا “مقطري”؟ خلته

سليل بيت مخبر أو خبير

تراهما سيان يا صاحبي

وراء كل ألف سرٌ مثير

ووالدا هذا؟ حكت عمتي:

إن أباه مات شهماً فقير

إذن له أم كما لاح لي

طريق عرش المال خبث السرير

تجري التقارير الفظيعات منَ

صالونها، وهو الفظيع القرير

ماذا سيأتي بعد ذا؟ هل له

بعد؟ وهل عمر المآسي قصير؟

هذا نذير، بل بشير، أصخ

بشير من؟ ماذا يقول البشير؟

1985

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن عبدالله البردوني

avatar

عبدالله البردوني حساب موثق

اليمن

poet-abdullah-al-bardouni@

311

قصيدة

2

الاقتباسات

889

متابعين

عبد الله صالح حسن الشحف البردوني (1929 - 30 أغسطس 1999) شاعر وناقد أدبي ومؤرخ ومدرس يمني تناولت مؤلفاته تاريخ الشعر القديم والحديث في اليمن ومواضيع سياسية متعلقة بذلك البلد ...

المزيد عن عبدالله البردوني

اقتراحات المتابعة

أضف شرح او معلومة