الديوان » اليمن » عبدالله البردوني » الغزو من الداخل

عدد الابيات : 48

طباعة

فظيعٌ جهل ما يجري

وأفظعُ منة أن تَدري

وهل تدرينَ يا صنعا

من المُستعمر السِّري

غُزاة لا أُشاهِدهُم

وسيفُ الغزِو في صدري

فقد يأتونَ تبغاً في

سجائرَ لونُها يُغري

وفي صدقاتِ وحشيِّ

يؤنسن وجهة الصخري

وفي أهدابِ أنثى، في

مناديلِ الهوى القَهري

وفي سروالِ أستاذٍ

وتحتَ عِمامَة المُقري

وفي أقراص منع الحمـ

ـلِ في أنبوبَةِ الحِبرِ

وفي حُريةِ الغثَيا

نِ في عَبَثِيَّة العُمرِ

وفي عَودِ احتلال الأمـ

ـسِ في تشكيلِةِ العَصري

وفي قنيةِ (الويسكي)

وفي قارورةِ العِطرِ

ويستخفُونَ في جِلدي

وينسلُّونَ من شَعري

وفوقَ وجوههِم وجهي

وتحتَ خيولِهِم ظهري

غُزاةُ اليومِ كالطَّاعو

نِ يخفي وهو يستشري

يُحجرُ مولدَ الآتي

يُوشي الحاضرَ المُزري

فظيعٌ جهلُ ما يجري

وأفظَعُ مِنةُ أن تدري

يمانيُّون في المَنفى

ومَنفيُّون في اليمَنِ

جنوبيُّون في (صَنعا)

شماليُّونَ في (عَدَنِ)

وكالأعمامِ والأخوا

لِ في الإصرارِ والوَهَنِ

خُطى (أكتوبرَ) انقلبَتْ

حُزَيرانيَّة الكَفَنِ

تَرَقى العارُ من بيعٍ

إلى بيعٍ بلا ثمنِ

ومِنْ مُستعمرٍ غازٍ

إلى مُستعمرٍ وطَني

لماذا نحنُ يا مَربى

ويا منفى بلا سكَنِ

بلا حلمٍ بلا ذِكرى

بلا سلوى بِلا حَزَنِ؟

يمانيُّون يا (أروى)

ويا (سيفَ بن ذي يزنِ)

ولِكنا برغْمِكُما

بلا يُمْنٍ بلا يَمَنِ

بلا ماضٍ بلا آت ٍ

بلا سرِّ بلا عَلَنِ

أيا (صنعا) متى تأتينَ

مِنْ تابوتِك ِ العَفنِ؟

تُسائِلُني: أتدري؟ فاتَ

قبلَ مجيئِه ِ زمَني

متى آتي؟ ألا تَدري؟

إلى أينَ انثنَتْ سُفُني

لقد عادَتْ من الآتي

إلى تاريخِها الوثني

فظيعٌ جهلُ ما يجري

وأفظعُ منهُ أنْ تدري

شعاري اليومَ يا مولا

يَ نحنُ نباتُ إخصابِكْ

لأنّ غِناكَ أركعنا

على أقدامِ أحبابِكْ

فألَّهنَاك قلنا: الشَّمـ

ـسُ من أقباس أحسابِكْ

فنَم يا (بابكُ الخَرمي)

على (بلقيسَ) يا (بابِكْ)

ذوائبُها سريرُ هوا

كَ بعضُ ذيولِ أربابِكْ

وبسمِ اللهِ جلَّ اللـَّ

ـهُ نحسو كأسَ أنخابِكْ

أميرَ النَّفطِ نحنُ يدا

كَ نحنُ أحدُّ أنيابِكْ

ونحنُ القادةُ العَطشى

إلى فضلاتِ أكوابِكْ

ومسؤولونَ في (صَنعا)

وفرَّاشون في بابِكْ

ومن دَمِنا على دَمِنا

تُمَوقِعُ جيشَ إرهابِكْ

لقد جِئنا نجرُّ الشَّعـ

ـبَ في أعتابِ أعتابِكْ

ونأتي كُلِّ ما تهوى

نُمَسِّحُ نعلَ حُجَّابِكْ

ونستجديكَ ألقاباً

نُتوجُها بألقابِكْ

فمُرنا كيفما شاءتْ

نوايا ليلِ سردابِكْ

نعم يا سيدَ الأذنا

بِ إنَّا خَيرُ أذنابِكْ

فظيعٌ جهلُ ما يجري

وأفظَعُ مِنهُ أن تدري

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن عبدالله البردوني

avatar

عبدالله البردوني حساب موثق

اليمن

poet-abdullah-al-bardouni@

285

قصيدة

2

الاقتباسات

888

متابعين

عبد الله صالح حسن الشحف البردوني (1929 - 30 أغسطس 1999) شاعر وناقد أدبي ومؤرخ ومدرس يمني تناولت مؤلفاته تاريخ الشعر القديم والحديث في اليمن ومواضيع سياسية متعلقة بذلك البلد ...

المزيد عن عبدالله البردوني

اقتراحات المتابعة

أضف شرح او معلومة