أوّل المنشدين لكندة أعطى رسوماته ,
ورحل
لم يقل نخلة ,
لم يذق أغنية
لم يخلّف إذن في كتاب الغزل
غير ما تحمل الأحجية
وأنا آخر المنشدين
آخر المنشدين لكندة ,
روحي تحوّم في فلك لا يبين
ودمي صارخ في البراري ,
دمي موغل في الصحاري ,
حزين
أيّ عمر أوزّعه في المقاهي ,
وتحت سقوف الخراب ,
أوزّعه نرجسا ,
وقرنفل في ثوب كندة ,
حتى أراها
ويمتدّ جسري إليها
وأيّ مساء يجرّدني من نعيم القبل
أيّ معنى لخطوتها في الضحى
وهي تطرق بابي
وأيّ جبل
بيننا !
نلتقي في غبار البوادي طريدين ,
لا حانة أصطفى
لا نبيذ المقل
أيّ مبنى يليق بها غير منزلها ,
وبروحي سوى أفقها اللازورديّ ,
قرميد غرفتها ,
والندى يغسل الشرفات !
أيها الحجر المرمري
من ترى يسكن الآن فيّ
من ترى يخرج الآن من بين أضلاع كندة ,
يسكب جمرا على ما تبقّى من العمر ,
من نافل العمر ,
ايّتها الطرقات !!
أيها الشجر المرتوي حيرة وظمأ
ها أنا مفرد كالصدى
والمدى قدح ما اكتمل
أيها الأسف المجتلى , يا حصان
أننا توأمان
أيها المبتدأ
ما العمل ؟
ما العمل ؟
في الدخان الذي يحجب الآن ,
أسوار عكا
وما ساعدي في المنافي إذا ما وصل
أوّل المنشدين رحل
وأتاني النبأ
وأنا بين خمر وأمر ,
أحاول أن أستعيد سبأ ..