يا مساء الخير يا غرناطة الحزن ,
و يا غرناطة الوحشة والرعشة ,
ما هذا الزحام , الموج ..
فالزينة لا تأخذ من أكليلك العشبيّ ,
إلاّ الظاهر الغّشاش ..
لي هذا العرار النابض الجيّاش ,
في الأضلاع ,
لي نجد وكمّثري
ولي من ناقتي زاد الأغاني الجارحة
وجهك النعناع لا يبعد عني
وجهك الليمون كم يأخذ منّي
أصفر هذا المدى الشاسع والضّيق في آن
وناريّ هو الوصل ,
حدادي كفصل البارحة ..
سأسمي الآن سهلا
وأقول السهل قلبي
سأسمّي الآن نهرا
وأقول النهر أصلي
وأسمّي الآن وعدا
وأقول الوعد أهلي
وأسمّيك .. فأحتار ..
أقول الدمع لا
أو
أقول اليأس لا
الشمس ؟
سمّيتك الآن فغوصي في المياه المالحة ..
ما انتسابي لمزامير وبرق النهر نقش أثريّ
ما انتسابي لمزامير وبرق النهر ,
إلاّ بعض أسفاري لعينيك ,
فيا عائلة الأعشاب
هذا كورس حيّ يؤدي الآن ,
إصحاح الخروج الملحميّ العفويّ الوجه والإيقاع ..
تمتدّ البساتين إلى الصحراء والبحر ,
خذي فاكهة الدرس الختاميّ , وهذي الرائحة ..
يمنعون الآن ماعوني
يحضّون على قتل اليسار الطالبيّ ,
اليوم يستبدل الرجم بهذا الزيّ ..
آه يا حقول الجوع والحنطة ,
أسفاري إليك ابتدأت
ها إنّ موتي فنار
وردة بيضاء
قاموس
وناقوس
وقبري ضائع في الأرض بحثا ,
عن جواد للأماني الجامحة ..
آه يا حقول الجوع والحنطة ,
أتممت تعاليمي إلى الأشجار في كفتيريا الجامعة ,
الهمّ احتساني
فاحتسيت القهوة المرّة
في جمع من الناس
على رنّة أمّي النائحة ..
يا حقول الجوع والحنطة ,
أتممت تعاليمي إلى الأطفال في الشارع ,
والعمّال في هذا المدى الدامع ,
آنست إلى الراحة والطعن ,
ويا عصفورة البين ,
احفظي عنّي فصول الأرض ,
زوري نخلة الله بغرناطة ليلا
واحملي لي بلحا أو قبلة منها
وقولي , مرحبا
يا حقول الجوع والحنطة هاتي الكتبا
بدأ العام الدراسيّ فما نقرأ ؟
إقرأ باسم هذا الجوع , واقرأ ما خلق
خلق الإنسان من فقر وجوع وعرق
وقرأت الأرض دورتها الأولى ,
عروسا مشتهاة ..
نضج التفاح والبرقوق في الكرم
دمي صار الشفق
وقرأت الأرض تحديدا بلادي
فرأيت
عنقها الفارع يلوى ويدقّ ..
***
سأغنّي الآن توقيع اعتذار
للسطوح الواطئه
سأغنّي ودمي باب النهار
يا شموسي الدافئه
يا شموسي الدافئه
ملكوتي أنت ..
عزفي الحارق اليوميّ
فوّضت عن الجوع ,
فعانقت القرى والريف والصحراء من نافذة القبر ,
وطوّفت رسولا موفدا ,
من ليل غرناطة ,
طوّفت إلى الطلاّب في العالم ,
ناديت اخرجي غرناطة الآن إلى ..
جدولك النائم والمجهول
أمداء وبيتا
واخرجي من هذه العتمة مشكاة وزيتا
فإذا الليل سجى
ما ودّع الطالب ظلّ النخل والرمل ,
ولا القلب قلى
يا حقول الجوع هاتي الكتبا
أنا ما أغمضت عيني تعبا
أنا ضوّأت لياليك بأشواق المصابيح ,
وأشعلت حنيني لهبا
فاقرأيني الفاتحة
اقرأيني الفاتحة
يا مساء الخير يا غرناطة الوعد ,
ويا فصلا جميل الرعد ,
لي هذا العرار النابض الجيّاش في الأضلاع ,
لي نجد وكمّثري
ولي من ناقتي زاد الأغاني الجارحة ..