كلّ الذين شاهدوا دمي , قالوا إنّه دمي
هائجا ونافوريّا كان , فقالوا دمي
وحين امتشق جسدي الجبليّ دمه السائح
وأدّى رقصة الفاتن بين كلّ شجرة وشجرة
كامنا في خلايا الهواء
أو ذاهبا في قذيفة
قالوا إنّه دمي
و قالوا إنّ هذا العرس لا يليق إلاّ به
لأنّ الصراخ في البرية ,
ما عاد نسبا
وهكذا اكتسب دمي نهار حيويته , وعتمة الظلال
وعبر عرسه الجنوبيّ
امتدّ في نسيج لياليه السبع
مجلّلا كلّ نافذة بالتهاليل والمواويل والأوشحة
ناشرا على المدى وفي الصدر
سور قرآنه الأبديّ , قرآنه الجديد
معطيا شارة التلاوة الجماعيّة
ثم نفر , فقالوا إنّه دمي
تعرّفوا عليه في ضياء الوقت
لم تكن الظهيرة , وكان أوان القيامة
ولم تكن النزهة , وكان السفر
ولدمي سفره , ونزهته , ووقته
ولي هذا الوضوء
وضوء الدمّ ..