صمتنا كلّ هذا العمر لم نرفض ولم نحتج
ولا يوما تمردنا وعفنا ليلنا المقرور
نسامر نجمة الأحزان لا زاد أسوى الحسرة
نلوك سنين ماضينا البعيد ونخنق الغصّة
بقلب واهن مقهور
وسائدنا من الأحلام , نزرعها بأرض الغد
ونغفو في انتظار الغد
وينفض غيرنا عنهم غبار الذلّ ,
نرسف نحن في قيد رضيناه
نظلّ نعيش هذا الرعب تنفثه أفاعي الليل
تنزّ دماؤنا والصمت يخرسنا وهذا الرعب
إلام نظلّ نحرث في حقول الجدب ؟
تروّعنا رؤى الأشباح , يرعبنا قدوم الموت
إلام يطول هذا الصمت ؟
إلام نظلّ ننسج في الخفاء قصائد الأحزان ,
نذرف دمعنا تحت اللحاف إلام هذا الخوف ؟
***
جبان أنت
جبان أنت حين تصلّبت شفتاك , حين صمت
وحين رميت رأسك بين كفّيك الملوّثتين ,
تلتمس الرجاء المرّ نسيانا
وتلغو الآن بالكلمات
ترى ماضيك , تخجل ,
تغمض العينين , تقصي ذكريات الأمس
وتنكرك الدروع وعنتر العبسيّ مات
ووحلا قد غدت في ناظريك الشمس
فلا دفء يسلّ الرعب من عينيك ,
يدحو عن دروب التيه ليل اليأس
تظلّ تعيد في حزن ,
حكايتك القديمة عن سنابل حقلك المهجور
بيادرك الدفينة في عيون الحزن ,
كيف حرمت من خيرات ذاك الصيف
وكيف غزتك أسراب من الغربان
أبادت كلّ ما جمّعت من غلّة
فأقفرت السهول أسى , نعيق البوم عمّ مقابر القرية
وكان زقاق قريتك الحزين مقّطع الأنفاس
سنابك خيلهم داست بطون الناس
***
وراء الباب كنت مطّية الخوف
فلم ترفع بوجه الغول مقبض سيف
وتلغو الآن بالكلمات ؟