يا قصب الأرض تجمّع
وامددني بالقدرة لأغنّي
يا قصب الروح أعنّي
في السعي إلى ملكوت الحب لأخرج أكثر صدقا ,
وشفافية ,
وليصفو صوتي ,
فتكون له شرفات أبعد ضوءا
وحدائق يأوي المغلوب إليها
فيبلّ الريق ويأخذ زادا
ويواصل أسئلته
مريم يا قصب الروح
وكتابي المفتوح
يا أختي
أيتها الطالبة يدي ونشيدي
النائمة على أيّ رصيف أعبر ,
أو وجه أنظر ,
والراعية هنا لكروم الوحشة ,
يا ثمري
يا سفري الممنوع
هل كتب علينا الجوع !
آه مريم
كم أنّ وشاحك غامض
كم أنّ يديك تلوحان بعيدا
ومكاتيبك لا تصل ولا أصل إلى قرية
أو قربة ماء
أو جمل في هذي الصحراء
كم أنّ جدائلك القمحيّة ناضجة لعذابي
قابلة للمنفى
وأنا للشنق
هذي الدالية الممهورة بكتاب السنوات
مريم ,
هذي الأغنية الصاعدة إلى الله ,
الهابطة إلى أعمق واد ,
في أرض يبوس ,
الممتدّة حتى أول كنعانيّ من نسل فلسطين ,
إلى آخر امرأة ,
ضربتها الكوليرا في الوحدات ..
كم أنّ مناديلك لا تومىء إلاّ
لدم آت ,
إلاّ لحنين مقتول ,
ومواعيد بلا أرض ,
أو أعراس
هل نسرح وحدينا في الفلوات
هل يبدأ هذا الحقل قصيدته ,
من طرف القلب ,
ولا تنزف قامة عبدالله
إذ يتوزّعه الصدر ولا
يأكل من تفاحك شيئا !
أين إذن يلجأ يا مريم
أين هي البريّة
أين هو الأفق لأنقل قدمي
مريم أين هي الطلقة
أين يداي هنا
أينّك ؟!