رجل واحد ,
غرفة واحدة
وسريران من خشب شاسعان كبريّة ,
ووحيدام ,
أو مثلما خيّل الآن لي :
لعبتان وطفلان لا يبكيان
صالة باردة
( دقّت الساعة الواحدة
كان مذياعه صامتا ,
ويداه مجردّتين
وأنا قابلا لهدير الخراب
وجنون الكتابة والطعنات )
رجل مشرقيّ
رجل مغربيّ
رجل من دمي , ويراني , ويشبهني
رجل يشبع اللعبيّ
مقعدا يشبه بنيس ,
أو يشبه عبد القادر الشاوي
رجل بيته من نخيل
ونحيل
رجل طاعن في الأسى البابليّ
رجل في الفراق
يحتسي دمه جرعة , جرعة ,
رجل من يسار المحبّين ,
يبكي حبيبته في البعاد
رجل لا يرى بيته القصبة
رجل واحد ووحيد بلا غربة
وله نكهة الهاوية
رجل هادىء
يعبر الآن من جهة الزاوية
رجل في البداية
رجل في النهاية
يصعد السلّم الحجريّ إلى طابق في البناية
رجل واحد ,
أم أوزّة بغداد مطعونة شاردة
رجل وخطى خامدة
رجل يصعد الآن في معطف غامق ,
وفم مطبق ,
وأصابع تكمش في وحشة الروح ,
طلقته الواحدة
يقرع الباب مجتهدا في الوقوف
يقرع الذاكرة
ثم يدخل صالتة الباردة
(صالة باردة
نصف كوب من الشاي ملقى على الطاولة
وردة ذابلة
وجرائد مهملة , كتب للغبار ,
بقايا نبيذ ,
وأرغفة يابسة
وسريران من تعب ,
وسريران من خشب ,
وأنا
والقتيل ..)
هيأ المائدة
في اختصار سريع
فقليل من اللحم والخبز يكفي ,
قليل من الخمر والشعر يشفي ,
قليل من المرأة الراحلة
( دقّت الساعة السادسة
كان وحدي
وجالسني وحده
ونفر
ثم أطلق صرخته , مستعدّا وقام
لينام )
رجل واحد ,
غرفة واحدة
وسريران , وامرأة في الغياب
وكتاب ...