منزل عند باب المدينة ينزف , ذلك قلبي
وهذي الشوارع أعضاء جسمي الذي لم يمت
وزّعوه على كلّ ناحية في البلاد
وزّعوه على كلّ منفى , وضاحية فاستعاد
دمه من أواني الرماد
***
شرفة أو حجر
عند باب المدينة يعزف محترقا
تلك أغنيتي والصجى
لم يكن دفتري ورقا
لم يكن منزلي وتر
فكتابي المدى
وكلامي المطر
والذي لم تقله الحمامة , والشرفة الساحليّة ,
قالته أمي وقال السفر :
تحت أيّ القباب
تنزوي , أو تقيم لنا خيمة ,
فالشوارع مقفلة دوننا , دونك البرتقال
زرقة البحر , مرثية الشفق الأرجوانيّ ,
خضرة هذا المساء النديّ , بكاء الشجر
***
منزل عند باب المدينة أعرف ,
كان يضمّ ويجمع سارا بأطفالها القادمين
لم يعد عند باب المدينة , جئت , إذن
كان في هذه الناحية
منزل .. ورجعت
مطر والرصيف رصيف
كيف أرسم قوسا وأعبر هذا الخريف
هذه وجهتي أم جديلتها
أم دمي في العباب
سابح , إنّ هذي البلاد
وضعتني علامة بين مخلبها والبطالة ,
ما للغزالة ,
هادئة , بينما هيأ الصائدون الرماح !
أم ترى أنّ عزفي البعيد
أسلمته البوادي إلى الظلّ والعوسج اليابس
وهل العلّة الآن في الثوب أم
أنها العلّة , الموت في اللابس ؟
أيها البحر والقارب
إنّك الغالب ..