ترمضني عيناك ومعرفتي بحدود كرومك
ترمضني كلماتك , برق نجومك
ترمضني أيامك تترى ..
ترمضني الذكرى ,
ورياح سهومك
تعصف وهجا
فأغنّي لغروب همومي ,
وأغنّي لشروق همومك
وأوقّع بالحزن الأخضر فوق شبابيكك , آه
أهتف بكتاب الجوع ,
وبرد الصحراء القارس والآه :
ألهمني الرؤيا والقدرة والسير
ألهمني حبّ البحر
***
يرمضني الجوع
يرمضني برد الصحراء المشروع ,
وغير المشروع
يرمضني رجع الآه ..
ووقع خطى الليل المسموع
يرمضني , واحدتي ,
قلبي الموجوع
***
واحدتي ! كم نحن بعيدان
نتعانق والورد الذابل يفصلنا ,
والشّطآن
لكّنك تنتشرين كفطر بريّ
وتنامين بحضني مجهدة , شاردة ..
وأهالي الحيّ
يغفون وتحترق الأجراس
نام الحرّاس
والحزن هنا فاكهة يوميّة
يتداولها الناس
وأمدّ يدي فتفرّين غزالا مذعورا
وأظلّ بعيدا عنك , يظلّ المنفى
دارا موحشة ,
ويظلّ لباس
أكتب إسمك في القلب ,
وفوق الجدران المكشوفة ..
أكتب إسمك في الكرّاس ..
***
أحلم أنّا نتراشق بالماء ,
ونلعب في رمل الساحل
أحلم أنّا نعبر بين الأشجار خفافا
" نتمرجح " في الغصن المائل
أحلم أنّا نصعد جبل الكرمل ,
نجمع باقات الحنّون الأحمر والأصفر والفاتح
أحلم أنّا نركض خلف عصافير الزرع ,
بلا طائل
أحام بالسرب الغادي والسرب الرائح
أحلم وأنا أرقب في الليل الحالك ,
ميعاد قدومك
أحلم والأعداء يصوغون قرار الإبعاد
وطلقات خصومك
تبحث عنّا
أحلم ..
ليس لنا بيت في آسيا
ليكن في معلومك
أنّا نطرد من هذا العالم
ليكن في معلومك
أنّ العام القادم ..
لا يجمعنا في القدس
ليكن في معلومك
إنّي لا أرثيك ولا أبكيك الآن
ليكن في معلومك
إنّي لا أرفع مظلمة ,
لا أنشد إحسان
ليكن في معلومك
إنّي في كلّ مساء
أركض نحو تخومك
أحمل في جعبتي الخضراء
ورد الجرح , وناقوس الأوجاع
أحمل مدنا , وقرى , وقلاع
وأطيّع صلصال الغربة بغنائي الليليّ ,
أتّوج في الحفل أميرا للموت على الفقراء
فأنا عاشق أبعادك ..
أورثني أهلي
قانون النار ,
وفعل إعادة ترتيب الأشياء