إلى سميح القاسم أيضا
وقلت : أترحل ؟
قال : بلى
وكان بعينيه يحتضن الكرملا
ويكمل : أرحل أو أقتل
ولكن إلى أين ؟
* إليها الوحيدة في البيت أمي ..
وهذا المساء الذي يقبل
ووجه التي في زمان الجراح عرفت ,
وسلّمتها للقلب ..
تسألني أين ثانية ؟
للرياح وأغصانها ,
والطيور التي حلّقت فوق كلّ الموانىء ,
واشتعلت بالحنين ..
وما بعد ؟
* في القلب حيفا
وإني أصعد أحزانها بالغناء
وأرسم خارطة , وحدائق عنّاء , أشيّد ,
دارا ,
وحانة
تقدّم للمتعبين وللغرباء
نبيذا من المتوسط ,
أملأ قبّعتي بالزهور النديّة ,
أنثر فوق جباه الحزانى زهوري
أنادي على الراقصين :
تعالوا ,
لقد بدا العزف ..
والقاعة الآن جاهزة ,
البطاقات ؟
لن تخسروا باهظا
أيّها السادة المتعبون
فكلّ الدروب تؤدي
إلى فندق في المنافي
إلى لقمة في الصحارى ..
مفعمة بالمرار
إلى خيمة أو قطار
إلى طعنة في القرار
إلى الموت ,
إن فاتكم حفلنا ..
أيها السادة المتعبون : حذار