الديوان » فلسطين » محمد القيسي » القراءة في النهر

ممتلئا بالرهبة والرغبة كنت , وكان البحر قميصا أزرق ,
لا رونق للأشياء , وفي الصحراء ركضت ركضت ,
وكان الأفق بعيد
كان سريري الأرض ,
وورق النعناع يغطّيني ..
كنت أرى الأشجار جيادا ..
تتحرك , تدعوني
قلت مباركة يا سيّدة الريح السريّة ,
ماذا في البريّة ؟
إنّ الشاطىء والشارع مشتعلان ,
وإنّ القلب وحيد
قلت رسائل سارا لا تأتي في أيّ بريد
سارا صفصاف أقرأه في النهر ,
وسارا في الأسر ,
وسارا زيت سيضيء ..
لا أروي حدثا عاديا
عن شجر يذبل ,
أو وطن يرحل ,
إنّ ظلالا تمتدّ
وأمواجا ترتدّ
ووجها ليس يحدّ
يصير إلى باب ,
والباب مضاء بشهاب ,
يفضي لعشاب ,
يتفرّع منها شجر أخضر , وينابيع ,
وأطفال من فرخ ..وأجيء
سيّدتي ,
كيف انبلج هلالك من ..
فلك العتمة والصلب دليل
قدمي يتّحد بظلّك , إنّ دمي منديل
قدمي يتّحد بظلّك ,
إنّ جراحك تزفر أسيافا ونخيل
قدمي يتّحد بظلّك , سيّدتي أشهد :
هذا الموت الغامض قنديل
هذا الدفق الصحراويّ كتاب مواويل
***
لا أروي حدثا عاديا
كاشفت البحر فبان على الرمل رسوما ,
لملامح ناطقة ,
أو خارطة , لا فرق ..
عرفت الشوق ,
وهذا العرس اليوميّ ,
وأشهد :
أنّ نهارك آت ,
أنّ غدي إكليل
لا أروي حدثا عاديا
عن نرجسة الأوجاع
عن فاكهة لا اسم لها
أو وجه ضاع
ولذا أنتظر الفجر على باب يدي ..
لا تبتعدي ..
أو فابتعدي ,
حتى يتألق قربك في كلّ الأضلاع ,
ومن دون وداع ..
انتزعي قمصانك ,
آثار طعانك عن جسدي
كوني كرة لاهبة ,
وابتعدي
ابتعدي
ابتعدي
ابتعدي في الماء الطينيّ مراكب مشرعة وجدائل
وابتعدي فيّ منازل ..
وسلاسل
شفقا , أفقا , وجدول
وابتعدي رايات ومزامير ,
قماشا ونواعير ..
ابتعدي نهرا لا يقرأ ,
وجنادب لا تهدأ ,
أغنية
قافلة
عشبا في نافذة نائية ,
وابتعدي ضلعا ضلعا ..
في شجر يشتعل فتكتمل الآية
ونكون الريح ,
نكون الراية ..

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن محمد القيسي

avatar

محمد القيسي حساب موثق

فلسطين

poet-mohammed-al-qaisi@

147

قصيدة

50

متابعين

محمد خليل القيسي ولد في كفر عانة/ يافا عام 1944، حصل على ليسانس لغة عربية من جامعة بيروت العربية عام 1971، وعمل بعد تخرجه حتى عام 1979 في التربية ...

المزيد عن محمد القيسي

اقتراحات المتابعة

أضف شرح او معلومة