في أوّل النهار يرتدي قميصه ,
في أوّل النهار
ويشرع النوافذ
يرى إلى الأصابع النحيلة
يرى سحابة الغبار
يرى إلى الطفولة
يرى إلى يديه
ترفرفان ثم تهويان
يرى إلى عينيه في المرآة
يتمنين في المدى
صفصافتين تذبلان
أو طائرين يشربان من قرارة الأشياء
ويشردان في ملالة
يرى إلى جبينه
أفقا من الندى
قرصا من الدخان
ويطلب الغزالة
***
يعدّ شايه وحيدا
يعدّ خبزه وحيدا
ويشعل السراج , لا يرى الذبالة
يرى إلى المفكرة
أيامه المبعثرة
والشارع الرمليّ والقطا
وبيته الطينيّ والصبيان والبنات
يرى طريق المدرسة
كأنّما يرى دمه
يرى دمه
هل كان ناضجا , وقابلا للحب والهواء
ولاحتمال الورد والمفاجأة !
أم كان يحتمي بالحاجز الأخير
والطلقة الأخيرة !
هل كانت الظهيرة
أم شرفة خضراء وامرأة
طريقه إلى دمه ؟!
أم كانت الكتابة
كمينه السريّ , والرصاصة
معدّة للحنجرة !
حتى إذا انتهت أيام المبعثرة
وقلّب الأوراق في المفكّرة
وجال في فراغ صوته ومال
هنيهة وقال
حنينه بلا كلام
هوت رصاصتان .. أو هوى
وغطّ في المنام