أردتُ أنْ أصادقَ القنديل
لكنني كنتُ بلا درع
أرى للنور في خوفٍ
كأنّ نابَهُ
يوشِكُ أن يثقبَ لي عظمي
* * *
أردتُ أن أصادق البيوت
لكنني هربت من أشباحِها
لأنها ليست سوى (مقابر ٍ)
توقد في باحاتها الشموع
* * *
أردتُ أن أصادق العصفور
فقال لي :
أهلي وصحبي يأكلون الريح
ويلبسونَ الغيمَ والأمطار
فهل ترى تقوى بأن تنزعَ ما تلبسُ من هموم ؟
حاولتُ ،
لكن لم أزلْ أرزحُ تحت القيد
* * *
أردت أن أصادقَ الأنهار
وأطلقَ الأسماكَ في أوردتي
تسبحُ ،
أو تفقسُ ،
أو يلقي لها الصيادُ في عينيَ صنارتَهُ
لكنني من جزع
أيبسُ قد كنت من الأعماق
* * *
أردت أن أصادق الحرّاس
لكنني خشيتُ أن تطحنني عيونهم
فهيَ كما عهدتها رَحى
* * *
أردت أن أصادق اللصوص
لكنني خشيت لو غفوتُ أن تسرقني كفي
* * *
أردت أن أصادق السُراة
لكنني شربت من كؤوسهم
ما كنت قد عتقتُ من دموع
* * *
أردت أن أصادق المعدمين
لكنني وجدت نفسي بينهم
أفقرَ من يمشي على رجلين
* * *
لمّا أزلْ أبحثُ في الظلمة عن صديق
أنزلُ في مناجم الماس
وبينَ أضلعي قنديل
ليث الصندوق هو شاعر وكاتب وفنان تشكيلي عراقي وُلد في بغداد عام 1952. نشأ في كركوك ثم انتقل إلى بغداد في عام 1970. تخرج من كلية الإدارة والاقتصاد في عام ...