ولِمَ لا
إنهم رجال مهذبون
يلبسون سراويلهم برؤوسهم
وفي أقدامهم القبعات
متحضّرون أمام عدسات المصوّرين
يتحدّثون عن حقوق الدجاج
ويوقعون في مغاطس حماماتهم على الصكوك
فإذا غادروا المغاطس
سكبوا مياهها في جيوبهم
وحملوها كالأطفال إلى بيوتهم على الأكتاف
لقد أودعوا مفاتيح زنازينهم لدى سلطات المطار
واستعاروا أجنحة َالفراشات
وهم يبتسمون للأحزمة الناقلة
ومنافض السكائر
غداً عندما يعودون
سيخلعون ملابسَ لاعبي التنس
ويحجبونَ وجوهَهُم بنظاراتٍ معتمةٍ كالعميان
ليوهمونا بأنهم لا يرون من الطريق
سوى أقدامهم
إنهم يخشون الرقباء
لذلك يصبغون أنيابَهم
بطلاء المعادن المقاوم ِللصدأ
* * *
ألرجالُ المهذبون
يدخلون مراكز الشرطة
وهم يضعون بأفواههم رضّاعات الحليب
ويخرجون منها
وقد سقطت أسنانهم
ونبتت مكانها مسامير
ليث الصندوق هو شاعر وكاتب وفنان تشكيلي عراقي وُلد في بغداد عام 1952. نشأ في كركوك ثم انتقل إلى بغداد في عام 1970. تخرج من كلية الإدارة والاقتصاد في عام ...