عدد الابيات : 26
قالتْ: تجمَّلْ، إنني مُتجمِّلَه
فالحُسنُ فيكَ خصالُهُ مُتمَثِّله
فيكَ الجمالُ وبالحضورِ مهابةٌ
والنفسُ رغمَ ضياعِها مُتأمِّله
قد زانَ ودُّكَ في الفؤادِ مكانَهُ
مثلَ النجومِ بليلِها مُتهلِّله
إنّي أحبُّكَ صادقاً لا كالتي
ظلّتْ على مرِّ السنينِ مُجلجله
العمرُ يزهو بالوفاءِ وبالّلقا
والروحُ فيكَ بقاؤها مُتأصِّله
فيكَ الرجولةُ والكرامةُ أودِعَتْ
وصفاتُكَ العُظمَى أثارتْ مُشكلَه
لا تسألِ الأيامَ عن شوقِ الذي
سكنَ الحنايا بالودادِ فجمَّلَه
إنّي وأيمُ اللهِ أعظَمُ عاشقٍ
فالروحُ من دونِ الهَوَى مُتعطِّله
لم أبلُغِ الخمسينَ من عُمري ولم
أجِدِ السِّنينَ ببابِ قُربِكَ مُعضِلَه
يا عاشِقَ الحَرفِ الذي قد أَوغَلَتْ
فيهِ المباني والمَعاني المُذهِلَه
قلتُ: اسمعي مني جواباً شافيًا
قد أثَّرتْ في عُمقِ ذاتي الأسئِله
في حَضرةِ العِشقِ المُقدَّسِ أغتَني
تأتي المعاني بالورودِ مُحمَّلَه
أنـَا كفُّ حظٍّ إنْ رَغِبتِ بِلَمسِها
جاءَتكِ أقدارُ الحياةِ مُرَسَّلَه
يا مَن أتيتِ الروحَ مثلَ نبيِّها
ألهَمتِها آيَ الوِصَالِ مُنَزَّلَه
لولاكِ ما رَسَخَ اليَقينُ بمُهجَتي
لولاكِ صارَ الشَّكُ أرفَعَ مَنزِلَه
هيّا إلى عَينيَّ إنْ ضاقَ المدَى
ستَرينَ آياتِ المَحبَّةِ مُرسَلَه
إنْ شِئْتِ شَرحًا للغَرامِ فذاكَ في
رُوحي كأسفارِ الكتابِ مُرتَّلَه
أُهديكِ عَيناً لا تَملُّ تأملاً
في حسنِ وجهكِ كالرياضِ مُخَضَّلَه
عَينايَ بحرٌ لا حدودَ لِغَورِهِ
والقلبُ مِجدافٌ يلامسُ جَدوَلَه
قد كنتِ فجرَ العاشقين، بدايتي
بل سرَّ كَوْنٍ في مَدَايَ وأوَّلَه
لم تَبلُغِي الخمسينَ من عُمرٍ بَلى
في عمقِ فِكرِكِ ألفُ عامٍ مَثَّلَه
أهدَيتُكِ الصمتَ المقدَّسَ والهوى
وأتَيتِني بالشَّوقِ خَيرِ مُحَصِّلَـه
يا مُنيَتي، قد صُغتُ فيكِ قصيدتي
وحروفيَ العذراءَ أضحت مُثقلة
إن قلتِ في الحبِّ: اقترابُ نهايتي
عِشقي يُعيدُ بدايتي مُستَرسَلَه
رِفقًا بقلبي إن بدا مستعطفاً
فالحبُّ قد صارَ الحياةَ المُجمَلَه
15
قصيدة