الديوان » المعتصم بالله أحمد » لاعِجَ الشوقِ ما مللتَ اعتلاجـا؟

عدد الابيات : 24

طباعة

لاعِجَ الشوقِ.. ما مللتَ اعتلاجـا؟

والتعاجا من الحشا واهتياجـا؟ 

لَمْ تَزَل عائِجًا عَلَيْنا كما حَنَّ

مَشوقٌ إلى الطُّلولِ فَعاجـا 

مازَجَـت ليلى بين حُزني ونفسي

مثلَما تغدو الخمرُ والما مِزاجـا

وحبببٌ للنفس غنجك لو لم

يَكُ سقمُ النفوس هذا الغناجا

كُلَّما دَهرٌ قَد عَفَى قلتُ: أَسْلو

وَيَقولُ الزَّمانُ: زِد إهتياجـا 

أَيْنَ مِنكَ الخَلاصُ عَنها ولمَّا

تَجِدِ الرُوحُ للسَما مِعراجـا

فاتَ بُرئي مَنِ الوصالِ فهل

يأسِيَ يَومًا يُهدي لنفسي عِلاجـا

إنَّما اليأسُ عن هَواها سَرابٌ

ليس يَشفي من المَشوقِ احتياجـا

وكَفـى أن تُغرى النفوسُ بيأسٍ

وكفاهُ بأنْ يكونَ المُناجـى

فَدِعِ الوجدَ واثلِجِ الصدرَ مِنْ

أهلِ الندى الصِدقِ والوغى إثلاجـا

أصبَحَ «المُجْتبى أبَو فرجٍ»

للكرب والهمّ والضنى فرَّاجـا

إجْتباهُ الأشـرافُ حتَّى غَدا مِصباحَ

هَديٍ على الورى وَهَّاجـا 

أريَحِيٌّ كِلتا يديه سَحابٌ

تُغدِقُ المُعتفي ندًى ثَجّاجـا 

إِرَمِيٌّ إن يُسْتَفَزَّ فما تُبْصِرُ

إلا من خَيْلِهِ الإرهاجـا

مُرتجَى البذلِ، مُرهَبَ البطشِ بالأعدا،

تَراهُ الفاروقَ والحَجَّاجـا 

لا يُبالي إن أُلْقحت حَربُهُ أيَّ 

وبالٍ يكونُ مِنها نِتاجـا 

زادَهُ الحاسدونُ عِزًّا وَفَضلًا

حَيثُ راموا لشَأوِهِ إنتهاجِـا

إن أردتمْ لَحاقَهُ فكافَكُمْ

أن تَمَسَّوا من عَدوِهِ ذا العَجاجـا 

أيها السيفُ سيفُ رأيٍ وحربٍ

وخطابٍ يَستئصِلُ الأوداجـا

زادك الله فوقَ فضلكَ فضلا

ما تغالى قلب الحسود وهاجـا

إسلَمَنْ يسلمِ الزمانُ وأرهِبْ

ترهَبِ القومُ إن أصرَّوا لَجاجـا

وَلَكَ الفِعلُ حُرُّهُ ولي اللفظُ

الذي يكسو فِعلَكَ الديباجـا 

من قوافٍ تسري إذا ما سرى

الدهرُ، وتجتازُ أبحرًا وفِجاجـا 

موقفاتٍ على معانيكَ، كالكعبةِ

تُدني مِن حولِها الحُجّاجـا

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن المعتصم بالله أحمد

المعتصم بالله أحمد

165

قصيدة

شاعرٌ يحاول تقفي أثر الأولين.

المزيد عن المعتصم بالله أحمد

أضف شرح او معلومة