بؤس الشقي بما قد ضاق واحتقنا

بالقول أفضل أن يرثيه من دفنا

مابات يسكن في منياه من سبب

يرمُ نقاءه إلَّا خلَّف العفَنا

فالقلب ظن من الإجحاف أن له

إرث الملوك فلن يوفيه من وزنا

أو بات يحفل أن العمر في يده

ثوب يمدد مدَّ الدهر إن أذنا

أو بات ينظر طبا للخلود أمن

ترياقه مدد من سرمد عجنا

ذاك السقيم سقيم النفس كيف يرى

من عقل متزن أن الخلود دنا

أو كر ذا خبلا من فيضِ سطوتها

دنياه محتطبًا كي يرتقِ السُّفنا

ألهته قافلة للمغريات بأن

يستبدل الأجل المكتوب والكفَنا

يرتاح بين سجال البذل ينهكه

قلب يكرم من أصحابه الخَدنا

ذاك السعيد بما قد جاهدت فتنًا

أشجانه تحيي بين الألى وطنا

في كل بادرة للخير تعهده

يهدي الخلائق بالأنوار متَّزنا

لا مال مبدؤه للزيف أنملة

أو زف معدنه للصقل واقترنا

كالنسر جبهته الشماء لانحدرت

للريح أو غدرت أو دثرت شجنا

لا الضيم ينحت في أيامه سكنا

للقرح أو زمنا يستعطفُ الحزنا

يهدي الرعية من قسطاسه فبدا

قرطاس شرعته يستأصل الأفنا

ما زال في كبوة الأيام ممتطيا

حزما تبارك من أجياله لدنا

دستوره بحمى الآفاق ما غربت

أنوار حظوته أو خالطت دُجنا