الديوان » عمان » ابن رزيق العماني » لا لذة العيش إلا الكاس والكيس

عدد الابيات : 47

طباعة

لا لذة العيش إلا الكاس والكيسُ

فاذهبْ لجمعهما وَلْيذهبِ البوسُ

شيآنِ سِيّانِ عيش المرء بهجتُهُ

ومنزلٌ بأمانِ اللهِ محروسُ

آهاً لشرخِ شبابٍ فات فانبعثت

إِلى القلوب من الهمِّ الوساويسُ

أيامَ تُنْهلني الراحَ الشهيَّ من الـ

ـثغرِ السنيِّ الخراعيبُ الأوانيسُ

الغارساتُ قضيبَ البانِ في كَفَلٍ

هو الكثيبُ وفيهِ البانُ مغروسُ

كواعبٌ إِن سَفْرنَ الوجه في غَسقٍ

مُسْحَنْلِكِ اللونِ تنجابُ الحناديسُ

هنَّ البدورُ دُجَاهُنَّ الشموس ضحىً

فما المصابيحُ ضوءاً والمقابيسُ

وربَّ آنسةٍ للمسكِ إن خطرتْ

بخوطها البانُ تخميسٌ وتسديسُ

سامرتُها في دجىً نامَ الوشاةُ به

وقد نما للِّقَا القدسيِّ ناموسُ

وقد لثمتُ خدوداً خِلْتُهنَّ ضِيَا

قِنْدِيلِ صومعةٍ زكَّاهُ قسيسُ

تُميلُنا للهوى العذريِّ أهويةٌ

تُدْني العَفَافَ وعنها نام إبليسُ

وللرياضِ أريجٌ ساطعٌ شَبِمٌ

فالمسكُ من شمِّه المحسوسِ محسوسُ

وقد تألّقَ وهْناً بيننا غَزِلٌ

فلا يتمُّ به للفحْشِ جاسوسُ

فلو رآنا خليعٌ لاستفادَ تقىً

وقد نمى منه تسبيحُ وتقديسُ

معاشر الصحبِ إِنَّ الحبَّ محضُ تُقىً

فهلْ لما فهمتُ ظنِّينٌ وحِدِّيسُ

أنا امرؤ قد تركتُ اللهوَ حين بدا

صُبْحُ المشيبِ ولم يَعْقُبْهُ تغليسُ

وقد رمتْنى بناتُ الدهرِ عن وَتَرٍ

ولا يُرى لمطاي الظهرِ تقويسُ

أكاتمُ الحال أخدَاني وفي خَلَدي

من التباريحِ تثليث وتخميسُ

وسِلْعتي بانعكاسِ الحظِّ كاسدةٌ

فلا يُتاح لها من كيِّسٍ كِيسُ

تاللهِ لولا يدٌ بيضاءُ يبسطُها

محمدٌ وخَدَتْ بى للنَّوى عيسُ

لَكنْ تلافى أميرى نجلُ سالمَ فان

جابَ الأسَى والأسَى بالجودِ مدروسُ

الواهبُ الألف طودُ الصفِّ يومَ وغىً

إِذا تزأَّرتِ الأسْدُ الهَرَاميسُ

المهدياتُ لَه بالحمدِ ألسُنُنا

حتَّى فَنَتْ بالثَنَا البيض القراطيسُ

زكيُّ مجدٍ وأحسابٍ تعظِّمُهُ

سيادةً وفخاراً سادةٌ شُوسُ

قَرْمٌ إذا فارسُ الأعداءِ نازلَهُ

لم يُرْسِلِ الطَّرْفَ إلا وهو مغْروسُ

رَامى العدوَّ برأيٍ فالعدوُّ به

في ظلمةِ الخزي بالآلام مرموسُ

وطودُ حلمٍ بمَرْسَاهُ قد انكشفتْ

إِلى النواظر جناتٌ فراديسُ

إِليه تَعْرجُ في أندائِه زمراً

بالمجتدين الذعاليبُ العراميسُ

ففيهِ للمدلجِ المُنْضي ركائبَهُ

والأعوجيَّةَ تهجيرٌ وتعريسُ

وكلُّهُمْ فَرِحٌ تَسْعَى لراحتهمْ

دراهمٌ ودنانيرٌ وملبوسٌ

لا تُنكرُ الأسْدُ والأشبال مكرمةً

إِذْ زارها أجلٌ أو ضمَّها خِيسُ

أمّا محمدُ فالمجد المديدُ له

ومطْلقُ الفخرِ مقصورٌ ومحبوسُ

بحرُ الندى السائغُ الفَيّاضُ بدرُ دجىً

إِذا ادلهمَّ لجوِّ البؤسِ حِنْدِيسُ

فلا يشكِّكُ في هذا لعمرُ أبي

إِلا لئيمٌ وضِرِّيرٌ ومطموسُ

فالحمدُ لله لا قَدْحٌ لقادحةٍ

فيه وفادحُهُ الممقوتُ موكوسُ

يَنْمِيهُ سؤدُده السامي ومفخرُهُ

وحسبُهُ حسَبٌ في المجدِ قدْمُوسُ

فخرٌ تخرُّ له أذقانَها مضرٌ

والخزرجٌ الشمُّ والانصار والأوس

يا أيها الناشرونَ الشكَّ ويحكمُ

هاتوا بأشكال هذا الشهم أو قِيسُوا

هيهاتَ هيهاتَ إِلا آلَهُ شَبَهاً

والمرءُ في نورِ نور الآلِ مغموسُ

له الثناء الذي ضاءتْ له صُحُفٌ

واستوعبتْ مدحةً منها الكراريسُ

فلا خَلَتْ جلَّقٌ منه ولا حَلبٌ

ولا العراق ولا ريٌّ ولا طوسُ

يا ابنَ القواضبِ والخيلِ الشواذبِ يا

قَرْمَ العرائكِ بالخطِّيِّ دعّيسُ

إنى أنا الوامقُ العبدُ الذي اندرستْ

همومُهُ وله في الفُصْحِ تدريسُ

جميلُكم جلَّ فانهلَّتْ سواجمُهُ

فمنزلي بنموِّ الفضلِ مأنوسُ

فكيفَ يخفضني دهري بمتْرَبةٍ

وأنتَ في فُسْحَةِ العلياءِ إدريسُ

لله أنتَ سليلَ الأزد ما برحتْ

طوعاً لأقدامك الشمُّ المعاطيسُ

وقاكَ من كلِّ مكروهٍ ومَتْرَحَةٍ

مهيمنٌ فالقُ الإصباحِ قدُّوسُ

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن ابن رزيق العماني

avatar

ابن رزيق العماني

عمان

poet-Ibn-Ruzaiq@

78

قصيدة

1

متابعين

حميد بن محمد بن رزيق، المعروف بابن رزيق، كان مؤرخًا وشاعرًا عمانيًا بارزًا عاش في القرن التاسع عشر. وُلد عام 1783 في مسقط، في أسرة ميسورة حيث كان جده يعمل ...

المزيد عن ابن رزيق العماني

اقتراحات المتابعة

أضف شرح او معلومة