الديوان » عمان » ابن رزيق العماني » أصدوف إني عنكم لم أصدف

عدد الابيات : 45

طباعة

أصَدوفُ إِني عنكمُ لم أَصْدفِ

فاستغْرِفي من نهرِ دمعي تعرفِ

إنَّ المحبَّ إذا تنقَّلَ في الهوى

كتنقُّلِ الأفياءِ لا خلٌّ وَفي

وإِذا خَلا من فَرْطِ وجدٍ لا جَوىً

منه شِغَافُ حَشَاشةٍ لم يُشْغَفِ

حَكم الوَدادُ عليَّ وهو مسطَّرٌ

بجوىَ هوىً مستظْرَفٍ مستطرفِ

فهتفتُ منه منَاضِلاً ومبَارياً

في أيْكِه وُرْقُ الحمامِ الهُتَّفِ

ورويتُ ما يَرْويه غيرَ محرَّفٍ

وتلوتُ ما يتلوه غير مصحَّفِ

آيُ الغرامِ بليغةٌ وجليَّة ال

معنى أكاد أجلُّها كالمصحفِ

ولو اَنَّ ذا وَلَهٍ أشارَ لشرحِها

لتصنَّفتْ في صُحْفِ ألْفِ مُصَنَّفِ

أشبيهة الأغصانِ في إِرْهافها

قَدّاً أطرفُكِ من فَرنْدِ المرهُفَ

ونظيرةَ الشمسِ التي لِشماسِها

رأدُ الضحى وأصيلِها لم تكْسَفِ

رِفْقاً بصَبٍّ صَبَّ من عبراته

في ربعكمْ سيلَ الغيوم الوُطَّفِ

أَلفَ الضَّنا حتى تركتِ قَوامَه

ألفاً يُدقُّ علىِ رِقاقِ الأحرفِ

ومن الجوى فَوَّفْتِ أسود هامِهِ

وأوَدُّهُ لو كان غيرَ مفوَّفِ

جودي بوصلٍ رائقٍ مستظرفِ

يَنضو به مضُنْاَكِ وشيَ المُطْرَفِ

في روضةٍ غَنّا تشفُّ بعبقَرٍ

وترفُّ من مخضرِّها بالرَّفْرَفِ

ومن الوسامةِ لا تزالُ ثغورها

بسَّامةً لبكا العيونِ الذُّرَّفِ

فالوُرْقُ في أوراقِها تَقْرا ضُحىً

صُحفَ الهَوىَ المستطرفِ المستظرفِ

فيرقُّ طوراً ما يروقُ من الغنا

منها من الإعلان والسرِّ الخفي

وأنا الفداءُ لكأسِه ولو التقى

لشَفَيت من ألم الجوى فاهُ بفي

والرأيُ أن أسعَى إلى طلب الندى

صبحاً وفي الأسحارِ غيرَ مسوِّفِ

فأحلُّ حيثُ الغيثُ روضَ رياضهِ

وأفوتُ أرضَ الأقتم المتقشِّفِ

إن القويَّ العزم في طلب العُلا

ولو انتهى بتحوُّلٍ لم يَضعفِ

ومؤمِّلُ الجودِ الخضمِّ أمامَةٌ

يمٌّ يُشَرَّفُ بالجمانِ الأشرفِ

فاتْلُ الثنا والحمدَ إِذ هو سورةٌ

لمحمد الوافي ابن سالمه الوفي

اللوذعي الملكِ الشريفِ مُبَدِّدِ الـ

ـأعداءِ قاطبة بحدِّ المشرفي

المزْدرِي بذَكا وحلمٍ راسخٍ

راسٍ إياساً وابنَ قيسِ الأحنفِ

غيثِ المكارم ليثِ كلِّ كريهةٍ

أهوالُ موقفها كهوْلِ الموقفِ

حامي الثغورِ إذا تعصفَر وجهُها

واصفرَّ من مسودِّ خطبٍ مرجِفِ

لله طلعةُ شمسهِ فصَريمُنا

صبحٌ بمفْعَمةِ الضيا لم يختفِ

إيهاً لشمسِ سَمَا هُدىً لم تُكْسَفِ

أبداً وبدرٍ نيِّرٍ لم يُخْسَفِ

شرفاً يُنادي الوافدين نديُّهُ

ويجلُّ قدراً أن يَعافَ المُعْتَفي

سَلْ عن سُيولِ نَوالهِ المتنوِّعِ الـ

ـحسنى وقف متحيِّراً واستوقفِ

وقُلِ السعيدُ فتىً سَعَى لمواهب الـ

ـملكِ السعيد البوسعيديْ المُسْعِفِ

وإِذا الشريفُ جنىَ الدنانيرَ امرءاً

وتألَّفَتْهُ ألوفُهُ لم يُسْرِفِ

بأبِى سلالةُ سالمٍ من عَيْلَمٍ

عن عالَمٍ أصدافه لم تصْدفِ

كرماً يفيضُ لمائحٍ ولماتحٍ

ترفاً إِلى هذا وذا لم يترفِ

وشديدُ بأسٍ في الوغَى متالِّقٌ

ببرُوقه في رعده المتقصِّفِ

فربوعُ أهلِ ودادِه مُخْضَرَّةٌ

وبقاعُ ماقِتهِ كقاعٍ صَفْصفِ

صافي الجَنَان لمن صَفى فخدينُه

كلُّ امرئٍ متزهِّدٍ متصوِّفِ

أنا من مكارمه نَسِيتُ مكارهاً

فكفى به وبه المكارهُ تكتفي

ومن اللجينِ المستفيضِ بكفِّهِ

بيتُ القصيدِ بُنَيَّةٌ من زخرفِ

وإذا نثرتُ له المحامدَ والثنا

يوماً شفيتُ به شغَافَ المشْغَفِ

يا ابنَ الإمامةِ يا فرَنْدَ حُسَامِها الـ

ـجدّاع يوم وغىً أنوفَ الأُنَّفِ

أنتَ الشريفُ ابنُ الشريفِ وغيركم

إِلا بكم هيهاتَهُ لم يَشْرُفِ

عشْ في سناً وسَناَء فِخر باذخٍ

في عزة والكيفُ غيرُ مكيّفِ

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن ابن رزيق العماني

avatar

ابن رزيق العماني

عمان

poet-Ibn-Ruzaiq@

78

قصيدة

1

متابعين

حميد بن محمد بن رزيق، المعروف بابن رزيق، كان مؤرخًا وشاعرًا عمانيًا بارزًا عاش في القرن التاسع عشر. وُلد عام 1783 في مسقط، في أسرة ميسورة حيث كان جده يعمل ...

المزيد عن ابن رزيق العماني

اقتراحات المتابعة

أضف شرح او معلومة