الديوان » عمان » ابن رزيق العماني » ملني عائدي وقال الآسي

عدد الابيات : 39

طباعة

مَلَّني عائِدي وقالَ الآسي

تَيَّمَتْهُ معاطفٌ كالآسِ

وبنفْسي غُزَيِّلٌ لم يَقِسْ في الـ

ـصَدِّ في صبِّه نُهَاهُ القاسي

لم أَخَلْ قبله غَزَالاً من الآ

رام يُدْمي حَشَاشَةَ الهِرْمَاسِ

أودعَ الحَلْيَ إِذ ترنَّم فيه

في فؤادي سلاسلَ الوسواسِ

تتثَنَّى قلوبُ ذي العشْقِ مَهْما

يتثنَّى بقدِّه الميَّاسِ

كلَّما بالغصون قَاسُوهُ قالتْ

مقلتي ما أَصَبْتُمُ في القياس

ما تجلَّى سناه بالجنح إلا

شقَّ بالنورِ حُلَّةَ الأَغْلاس

كمْ أراني في غيهبٍ مُدْلَهمٍّ

منه ضوء المشْكاة والنبراس

لستُ أنْسى ولستُ واللهِ ما عِشْـ

ـتُ وإِنْ كنتُ ذا همومٍ بِنَاسى

زَوْرَةً منه طيّرت وحشة القلـ

ـبِ قُبَيلَ الصباح بِالإيناسِ

في رياضٍ تضاحكَ الزهرُ مِنْها

لبكاءِ الكنهْوَرِ الرَّجّاسِ

فَرشَتْ بالورود بُسطاً من الزهـ

ـرِ فلم نَعْبَأْ بهجةً بالكراسي

ظلُّها السندسيُّ مهما نَضَا الأفـ

ـقُ رداءً لوجنة الأرض كاسي

بِتُّ أُطْفي الفؤادَ بالبَرَدِ الرَّيـ

ـيِقِِ من ريقِهِ وخمرِ الكاسِ

ومن الوجْنَتْين قد ذقَت تفا

حا يَرُوُقُ العيونَ بالإحتراسِ

وأَدارَ النديمُ شمسَ عقارٍ

بزغتْ من حنادس الشمَّاس

كم رَوَتْ حين زَفَّها الكأس أخبا

راً من الفخرِ عن بنى العبَّاسِ

فأمالتْ عُجْباً بِنَصِّ أحادي

ثَ لدى الشَّرْبِ هامةً عن راس

فكأنِّي شاهدْتُ سالمَ إِذ مِلْـ

ـتُ من التِّيهِ ذا النَّدى والباس

ملكٌ كيِّسٌ يُفَرِّقُ للعا

فِينَ بين النُّظَّارِ والأكياسِ

شرفٌ دونَهُ السِّماكُ وطودُ الـ

ـحلمِ والعلمِ منه للأرض راسي

إِنْ تَجَلَّى للفصلِ تسمعُ في الدَّسـ

ـتِ صريرَ الأقلامِ والقِرْطَاسِ

للندى والأمان للِخائف الجا

نِي وقتلِ الحواسد الأَنْكَاسِ

أوْدَعَتْ خصمَهُ الصواعقُ تتْرَى

في بطون السَيدانِ والأرْماسِ

واغتَدى الضيغمُ الهَريتُ أديباً

لمْ يَرُعْ بالزَّأْرِ ظبيَ الكناسِ

وبأنواءِ جودهِ نَبَتَ الوَر

دُ بخدٍّ منضَّرٍ قيَّاسِ

كم سَقَى المجتَدينَ وبْلَ لُجَيْنٍ

وسقىَ المعتدينَ ذوبَ رصَاصِ

لا تَرىَ يشتكى لبيبٌ عطايا

هُ مُقِلٌّ غوائلَ الإفلاسِ

جَلَّ عن حاتم وفي الحلم عن أحـ

ـنفٍ وصفا فطنةً عن إياسِ

ومع الفتكِ جلَّ عن صولةِ البَرْ

راض وصْفاً وجلَّ عن جسَّاسِ

أسَدٌ من ضياغمِ اللهِ تنَقْا

دُ إِليه رَهْباً رقابُ الناسِ

كلَّ يومٍ يحطُّ من جبهةِ البيـ

ـدِ بأيدِى النِّيَاقِ والأَفْراسِ

لِطِلابِ العُلا وجَوْبِ البَراري

لبناءِ العلياءِ أصلِ الأساسِ

لم يزلْ يفتحُ الرجَاء له اللَـ

ـهُ وعنهُ يسدُّ بابَ الإِياسِ

تَتَثَنَّى بَجدِّهِ دوْحةُ الأز

دِ وتسمو فخراً على الأغراسِ

يا سليلَ الهمامِ سلطانَ مُلْقي

المعادينَ في شُواظِ نُحاَسِ

هاكَ نظماً كالدرِّ في جيدِ غيدٍ

عذبَةِ الريقِ حُلْوَةِ الأَنفاسِ

من رواهُ يقولُ واللهِ شعرٌ

حَسَنٌ جلَّ في يَدَيْ من يُواسي

فهو أجْلَى بالرادِ من رَوْنَقِ الشمـ

ـسِ وأضْوَى في الجنْحِ من مِقباسِ

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن ابن رزيق العماني

avatar

ابن رزيق العماني

عمان

poet-Ibn-Ruzaiq@

31

قصيدة

0

متابعين

حميد بن محمد بن رزيق، المعروف بابن رزيق، كان مؤرخًا وشاعرًا عمانيًا بارزًا عاش في القرن التاسع عشر. وُلد عام 1783 في مسقط، في أسرة ميسورة حيث كان جده يعمل ...

المزيد عن ابن رزيق العماني

اقتراحات المتابعة

أضف شرح او معلومة