الديوان » مصر » نبوية موسى » ساء هذا الدهر كم يردي الذكيا

ساء هذا الدهر كم يُردي الذكيّا
وَيُجِلُّ القومُ مَغروراً غبيّا
لا يرى العميان ما فخر الثريّا
فاِعذُروهم إن يظنّوا الرشد غيّا
ودنيء الطبع لا يهوى العليّا
ليس يُرضي الشهمَ أن قالوا تصدّى
لفتاةٍ أو على فضلٍ تعدّى
ويظنّ الغرّ سوء البطش مجدا
فَيُعادي ذات خدرٍ مستعدّا
أن ترى العذراء ظلماً سَمهريّا
رابَهُ منها رداء لا يزان
وفؤادٌ ليس يدري ما الهوانُ
ثم أعياه لدى القول البيانُ
قد رأى شهماً وحيّرهُ العيانُ
فغدا في الظلم جبّاراً عتيّا
قد رأى في الجبن خذلاناً وعابا
فأراد الحرب لا يدري الضِرابا
خاف إن لاقى هُماماً أن يصابا
فاِنثنى يغتالُ مَن أرخَت حِجابا
كي يقول الناسُ أرهبتَ العصيّا
قد نَجَحتَ اليوم فاِهنأ بالمرادِ
أنّ كلّ الفخرِ في لبسٍ وزادِ
متّع الطرفَ بحسنٍ في اِزدياد
ودلال ناعم سهل القِيادِ
واِترك المعروف والفعل السويّا
إن تكن هَدّمت ما قد شيّدوه
فلقد أظهرت ما لم يظهروهُ
تطلب المدح ولما يطلبوهُ
ولذا أنفقت ما لم ينفقوهُ
للصحافيّين كي تُطرى مليّا
هل تُداري السوء يوماً بالصلاة
وتظنّ اللين يُخفي السيّئاتِ
إنّ ما تَجنيهِ مِن ماضٍ وآتي
ليس يُخفيه اِدّعاءُ الصالحاتِ
فَاِترك البُهتان وَالقول الفريّا
قُل لمن قد ذاد عنهُ جئت عارا
كيف تَرضى لأخي الظلم اِنتِصارا
تعلم الحقّ وتُخفيهِ اِضطرارا
يا زكيَّ القلبِ ما هذا فخارا
قَد عَهِدناك هُماماً عبقريّا
قد أخاف عليك من نظر القضاة
يوم تُرمى بسهامٍ صائباتِ
ويطول القول في ماضٍ وآتي
وكلام الصدق أمضى القاطعاتِ
يخرس المقوال والشهم الذكيّا

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن نبوية موسى

avatar

نبوية موسى

مصر

poet-Nabawiyya-Musa@

96

قصيدة

1

الاقتباسات

2

متابعين

نبوية موسى (1886-1951) هي إحدى أبرز الرائدات في تاريخ التعليم وحقوق المرأة في مصر. وُلدت في محافظة الشرقية لأسرة فقدت والدها قبل ميلادها. بدأت تعليمها في المنزل ثم التحقت بالمدرسة ...

المزيد عن نبوية موسى

اقتراحات المتابعة

أضف شرح او معلومة