الديوان » مصر » نبوية موسى » إذا ألقت الأقدار يوما جواهرا

عدد الابيات : 25

طباعة

إذا ألقَتِ الأقدارُ يوماً جواهرا

بأيدي وحوشٍ ضاريات كواسرا

فَقد فَقَدَ الدرّ النفيس فخارهُ

وصار حشيش الأرض أغلى وأفخرا

ولو وسط الأعجام سحبانُ قد أتى

بخطبته الفيحاء لاِرتدَّ خاسرا

فكيف ينالُ النُبهَ في الناس فاضلٌ

وقد صار كلُّ الناسِ غرّاً وفاجِرا

فلا تتخطّي الحزم يا نفسُ واِعلمي

بأنّ لهذا العمر ما طالَ آخِرا

وإن كَدُرَت دار الفناء التي هيَ

طريقك للأخرى فقد يحمد السُرى

ومرّ مذاق السير لولاه ما غَدَت

حلاوة وضع الرَحلِ تُغري المُسافِرا

فَعُمركِ يوم ثمّ ليلك حشره

وَمَن رقَد الأيّام فليُمسِ ساهرا

وغاية نيلِ العلم طلبتُك التي

أَرتك نيابَ الدهر سوداً كواشرا

وقد أبَتِ الأيّام تتميمها فلا

فؤادك مرتاحا ولا النجح ظاهرا

رأيتُ بدورَ العلم غير الذي به

أخو أدبٍ باهى الزمانَ وفاخرا

وأكثر ما يأتيك في الدرس لا يفي

بحاجةِ راجي العلم إلّا تَظاهرا

فكنتَ كَرامٍ وسطَ بحرٍ شباكه

ليخرجَ أسماكاً ويرتدّ ظافرا

وَأَخرج بعد الجَهد أغلب صيده

حصىً فرَماه في الترابِ وبَعثَرا

لعلّك إن داومت تعلق تَصادفا

شِراكك بالمَرجو وإن كان نادرا

بقاؤك فيمن تُبغضين لحاجةٍ

متى قُضِيَت نلت المنى المتعذّرا

أعلّل نفسي بالرحيل إذا اِنقضت

لباناتها كي تستقرّ وتُبشِرا

وربّ ظلومٍ من بني الدهر ساءني

لذا كَرِهت نفسي المقام المشهّرا

وعلّمنى دهري محاباة ذي الغِنى

وخفض جناح الذلّ إن شمت قادرا

ولمّا رآني لست من أهل فنّه

وعاين باعي في التملّق قاصِرا

أثار عليَّ الحرب حتّى يذلّني

وأَسلم حَبلي جائرَ الحكم غادرا

ويمنع ذلّي عزّة عربيّة

ولو فعل الدهر الخؤون الذي يرى

أَنَخفض ذلّاً للغريبِ رؤوسنا

ونهدمُ بيتاً في ذرا العزِّ عامرا

تروم بِذُلِّ النفس عزّاً لدى العدى

وإن سنح الأهلون نعلو تَكبُّرا

فيا أمَّة القرآنِ لا تجعلوا الذي

يكذِّبُ بالحُسنى وليّاً وناصرا

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن نبوية موسى

avatar

نبوية موسى

مصر

poet-Nabawiyya-Musa@

96

قصيدة

1

الاقتباسات

2

متابعين

نبوية موسى (1886-1951) هي إحدى أبرز الرائدات في تاريخ التعليم وحقوق المرأة في مصر. وُلدت في محافظة الشرقية لأسرة فقدت والدها قبل ميلادها. بدأت تعليمها في المنزل ثم التحقت بالمدرسة ...

المزيد عن نبوية موسى

اقتراحات المتابعة

أضف شرح او معلومة