الديوان » مصر » نبوية موسى » يا مصر كم نشكو وكم نتألم

عدد الابيات : 39

طباعة

يا مصر كم نشكو وكم نتألّم

ويجورُ فيك المستبدّ ويظلمُ

سَهُلت قيادتنا فزاد عنادهم

واللؤم يطغيه السكوت فيعظمُ

ذهبوا بساداتِ البلاد وطوّحوا

بالمصلحين وأفسدوا وتجهّموا

يا سعد إن تَبعُد فإن قلوبنا

مثواكَ فأمُرها فإنّك أعلمُ

أو غابَ شخصك يا محمّد عنوة

فعُلاك في أبصارنا يتجسّمُ

أو راح مِن حمد همام باسل

فله من العربان ألفٌ جثّمُ

أو زال إسماعيل عن أَرجائها

فلسوف يأتي بعد ذاك ويسلمُ

أنتم شموس الأفق إن غربت به

خَلفتها أقمارٌ تضيءُ وأنجمُ

فليسقط القومُ الذّين تقوّلوا

زوراً وعقّوا المكرمات وحرّموا

دخلوا الحروب وهالهم ما عاينوا

فتقهقروا فيها ولم يتقدّموا

وأتى مُحاربهم يجرّب نبلهُ

في فتيةٍ طرحوا السلاح وسلّموا

عارٌ محاربة النساء وفتية

عزلٌ يروّعها الطِعان فتهزمُ

لم يكفهم وقعُ النبال فأنزلوا

نار المدافعِ والقنابل فيهمُ

فتَحوا صدورهمُ لنيرانِ العدى

وحلا لهم في الموت ذاك المطعمُ

والموت أحلى من حياةٍ كلّها

ذلٌّ تقاسيهِ وفقرٌ يسقمُ

كم طفلة في الدمّ مالت تشتكي

تلوي بكفّيها لمن لا يرحمُ

وعزيز قومٍ ذلّ لم يجن سوى

أن قال قول الحقّ فيما يعلمُ

كم من قتيلٍ كان يحمي صدرهُ

دون القنابلِ كفّه والمعصمُ

لا الدرع يحميه ولا سيفٌ له

فيشقّ هامات العدوّ ويحطمُ

وأتى أخوه والنبال تنوشه

فغدا يكرّ على النبال ويهجمُ

يأتي ليقتلهُ العدوّ تخلّصاً

مِن أن يرى أوطانه تتقسّمُ

كَم حاصروا دور العلوم كأنّها

أضحَت قلاعاً بالمدافع تهدمُ

كم طالبٍ للعلم طار يمينه

وبها كتاب الدرس لوّثه الدمُ

كبّت عليه أمّه لتضمّه

فتناولتها من عداها أسهمُ

كم طاح بالقبطيّ وقع نبالهم

فاِنكبَّ يبكيه أخوه المسلمُ

ويقول يا أسفى على وطنٍ غدت

أبناؤه من غير ذنبٍ تعدمُ

أقباطنا والمسلمون تعانقوا

فعلام يشتدّ العدوّ وينقمُ

دم أريقَ على الولاء فصابروا

إنّ البلاء إذا تفاقم يصرمُ

حتّى إذا اِنتهتِ المعارك أقبلوا

يتضاحكون وسرَّهم ما أجرموا

هل ذاك ما ذكروهُ من إنصافهم

بئس الخلال وبئس ما نتوهّمُ

كم حبّذوا الإنصاف عند لقائهم

بالفاتكين وسرّهم أن يُحجموا

وإذا بدا صدر الضعيف فإنّهم

أضرى الوحوش الضاريات وألأمُ

قومٌ إذا عدّ الزمانُ ذنوبهم

لم يُحصها قلمُ اللبيبِ ولا الفمُ

جان دارك لن تُنسى ويوم بلائها

للإنجليز أشدّ عارٍ يرقمُ

قامت بجوفِ النار تعبد ربّها

تَسألهُ إنقاذَ الألى لم يجرموا

طاحت بها النيرانُ تحت عيونهم

عذراء تعلو عن الذنوب وتعصمُ

ووراء أرض الكاب كم سفكوا دماً

ظُلماً وجاروا جورهم وتحكّموا

كم أسرة نُفِيت إلى جَوف الفلا

أطفالُها ونساؤها لا تطعمُ

هل بعد ذاك يقال رحمة قلبهم

لا كان من يحنو ولا من يرحمُ

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن نبوية موسى

avatar

نبوية موسى

مصر

poet-Nabawiyya-Musa@

96

قصيدة

1

الاقتباسات

2

متابعين

نبوية موسى (1886-1951) هي إحدى أبرز الرائدات في تاريخ التعليم وحقوق المرأة في مصر. وُلدت في محافظة الشرقية لأسرة فقدت والدها قبل ميلادها. بدأت تعليمها في المنزل ثم التحقت بالمدرسة ...

المزيد عن نبوية موسى

اقتراحات المتابعة

أضف شرح او معلومة