الديوان » مصر » نبوية موسى » يا درة عبثت بها الأيام

عدد الابيات : 26

طباعة

يا درّة عَبَثت بها الأيّام

هل بعد فقدكِ يُرتجى إكرامُ

يا خيرَ باحثة يُهابُ يراعُها

كيف اِستَطاعَت كسره الأعوامُ

يا خيرَ زوجٍ كان يُرضي زَوجَها

منها خِلالٌ جمّة ونظامُ

يا خير ربّات المنازلِ فطنة

وأعزّ من يُعزى لها الإحكامُ

قد كنتِ أَولى النابغات بمصرنا

وأجلّ مَن دانت لها الأقلامُ

وكذاكَ رُزءكِ كان أوّل فاجع

دَهَمَ الورى فتوالتِ الآلامُ

كم نكبةٍ حلّت بنا من بعدهِ

خَشَعَت لها أبصارُنا والهامُ

يا عام فَقدكِ ما أشدّ مصابهُ

بئسَ البقاء به وبئس العامُ

لما علمت بما تُكِنُّ صروفه

وضياء فكرك ظنّه إلهامُ

لم ترتضي عيشاً تَخَلّلهُ الأذى

بَل سِرتِ عنه وشأنك الإقدامُ

وكذاك كنتِ منَ الذَكا بمكانةٍ

ما شابَها طيشٌ ولا إبهامُ

كم قَد تخيّرت العُلا بعزيمةٍ

ما فاتَها في نيل ذاك مرامُ

وكذا تخيّرَكِ الحِمامُ بموقف

جمّ المكارهِ كلّه آثامُ

إنّي غَبطتكِ في المماتِ فلَيتني

كنتُ التي سارت بها الأقوامُ

لو مِتُّ قبلكِ ما رأيت كوارثاً

وعناد دهرٍ دأبُهُ الإجرامُ

عاينتُ بعدكِ فقدَ واحد أُسرتي

وَعماد ما يُرجى لنا ويرامُ

ذَهبَ الشقيقُ فحُلوُ عيشي بعدهُ

مرٌّ وكلُّ الطيّبات حرامُ

يا عامه المشؤوم كَم روّعتني

وَجَرحتَ قلباً هالهُ الإيلامُ

قد كُنتُ قبلكِ كالرجال وها أنا

ثكلى يروّعها الأسى فتُضامُ

أخفيتَ ضوء الشمس في جوفِ الثرى

واِنهالَ فيك على الهلال رغامُ

سارَت وسارَ كلاهما بدرٌ هوى

فالكون من بعد الضياء ظلامُ

خطبٌ دهى العلياء فاِرتاعت له

منّا القلوب وحارَتِ الأفهامُ

تسعى يدُ المِقدار في خطفِ الأُلى

شُغِفوا بحبِّ المكرُمات وهاموا

تتسابق الأيّام تَنكيلاً بمن

سَبَقوا الأنام فأقعدوا وأقاموا

فَعلامَ يسعى المرء في نيل العُلا

وجزاءُ سعيِ المُصلحين حِمامُ

قالوا يئستِ وليس هذا حكمةً

والحزنُ لا يجدي لديه ملامُ

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن نبوية موسى

avatar

نبوية موسى

مصر

poet-Nabawiyya-Musa@

96

قصيدة

1

الاقتباسات

2

متابعين

نبوية موسى (1886-1951) هي إحدى أبرز الرائدات في تاريخ التعليم وحقوق المرأة في مصر. وُلدت في محافظة الشرقية لأسرة فقدت والدها قبل ميلادها. بدأت تعليمها في المنزل ثم التحقت بالمدرسة ...

المزيد عن نبوية موسى

اقتراحات المتابعة

أضف شرح او معلومة