الديوان » مصر » نبوية موسى » يا دهر كم تعدو وكم تتقلب

عدد الابيات : 25

طباعة

يا دهر كم تعدو وكم تتقلّبُ

وتفلُّ عزمَ العاملين وتُتعبُ

إن كان ما تبغيه ذلّي فالذي

تبغيه لا يرضاه شهم طيِّبُ

حالي كما شاهدتها مِن شِدّةٍ

ما صدّني عنها العدوّ الأغلبُ

ما فلَّ عزمي حادث فيما مضى

بل زادني علماً بما يتعقّبُ

ما اِزداد دَهري في التعنُّت والأذى

إلّا بلغتُ من العلا ما يصعبُ

ما ضرّني لقبٌ يزول ورتبة

ما دام في الألقاب ما لا يعذبُ

ما كنتُ من أهل التنعّم والحلي

كيما أخاف من الزمان وأرهبُ

ما لذَّ لي يوماً طعامٌ طيّبٌ

أو نالني مال أقولُ سَيَذهَبُ

حالي كأهل الفقرِ فيما كابَدوا

مِن ملبسٍ أُتعِبتُ فيه وأُتعِبوا

أهوى التقشُّفَ ما اِستطعتُ فإن مَضى

مالٌ أفرّقهُ فماذا أندبُ

الرزقُ في الدنيا كثيرٌ واسعٌ

عينٌ تفيض به وأخرى تنضبُ

ما الخوف إلّا أن يُقالَ تَقَهقَرَت

جُبناً ولمّا يأت ما تتطلّبُ

غَرسي أَخافُ عليهِ الليل في تقويمهِ

بعدَ الكمالِ وذاكَ غرسٌ طيّبُ

غَرسٌ سَهِرت الليل في تقويمهِ

حتّى نما فله أبشّ وأغضبُ

جاهدتُ لا أبغي الثراءَ وإِنّما

فخر البلاد وعزّها ما أطلبُ

سيّان عندي المال أو فقدانه

إن فاتَني ممّا أحاول مأربُ

أرجو لبنت النيل كلّ فضيلةٍ

لا تعبث الأيدي بها أو تلعبُ

ويحاربُ الدهرُ الخؤون مآربي

ويعينهُ نزق الرجال فيغلبُ

علماء دين اللّه ماذا صدّكم

والناس يُعجبها الفساد فتطربُ

أضحَت ديارُ العلم تحت عيونكم

فضلٌ يموتُ وعفّة تتعذَّبُ

حاولتمُ الإصلاحَ في تمثيلنا

وتركتمُ للعلم دوراً تخربُ

وَلّوا إلى دورِ العلوم وجوهكم

وتعهّدوها بالنصيحةِ واِكتُبوا

فَعَسى يُفيق المفسدون فإنَّهم

أخفوا بما فعلوا الكمال وغيّبوا

يا أيّها الملك المفدّى ملكه

فخر البلاد وعزّها لك يُنسَبُ

فاِعطف على دور العلوم فإنّها

ترجوك للإصلاح فيما تطلبُ

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن نبوية موسى

avatar

نبوية موسى

مصر

poet-Nabawiyya-Musa@

96

قصيدة

1

الاقتباسات

2

متابعين

نبوية موسى (1886-1951) هي إحدى أبرز الرائدات في تاريخ التعليم وحقوق المرأة في مصر. وُلدت في محافظة الشرقية لأسرة فقدت والدها قبل ميلادها. بدأت تعليمها في المنزل ثم التحقت بالمدرسة ...

المزيد عن نبوية موسى

اقتراحات المتابعة

أضف شرح او معلومة