الديوان » مصر » نبوية موسى » أناس طاح عزهم وحالا

عدد الابيات : 20

طباعة

أناسٌ طاحَ عزّهمُ وحالا

وحطّ البينُ بينهم الرِحالا

وسلَّ حُسامَهُ فأثار ناراً

بدارِ القوم تشتعلُ اِشتِعالا

فدمّرتِ الديار وما كَفاها

فغالت قاطني الدور اِغتيالا

فَكَم نفس لها ذَلّت وَدانت

وكم مِن مُهجَةٍ نَوَتِ اِرتحالا

وكم أمّ بكَت طفلاً تولّى

وكم مِن طفلةٍ تنعي الرِجالا

وأرضهمُ التي كانت رِياضاً

أزالَ الدهر رَونَقها فَزالا

وأَلبَسها الحدادَ على أناسٍ

منَ النيران قد ذاقوا الوَبالا

تردّت بعد سندُسِها سَواداً

وَألقت عَن مناكبها الجَمالا

فقامَ نِساؤها يلطمنَ حزناً

وَيندبنَ المنازلَ والعِيالا

وظلَّ رِجالهنّ بها حيارى

يَذوقونَ المَنون وقد تَوالى

فَهل يَحلو لنفسِ الحرِّ عيشٌ

وأهلُ بلادهِ تلقى النكالا

ويفترِشُ الحريرَ ويرتديهِ

وتلك القوم تفترشُ الرِمالا

فأينَ كرامة الإسلامِ فينا

وأين أوامر المولى تعالى

وأين المسلمات لقد تولّت

كأنّ حِجابها حجبَ النَوالا

وجادَت غيرُها كرماً وكانت

لبذلِ المال لا تبغي السُؤالا

فيا فَتَياتنا اللاتي توانَت

وهنَّ أحقّ بالعليا اِتّصالا

أتى يومٌ به تُعطى المعالي

لِطالبها متى أَمهَرنَ مالا

فدعنَ العجزَ فيه والتراخي

وكنّ كالرجال به فِعالا

فما عاقَ الحِجالُ فتاةَ قومٍ

عنِ العليا وإن سدلت حِجالا

ولا التأنيث يُنقِصها إذا ما

أبَت أخلاقُها إلّا الكَمالا

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن نبوية موسى

avatar

نبوية موسى

مصر

poet-Nabawiyya-Musa@

96

قصيدة

1

الاقتباسات

7

متابعين

نبوية موسى (1886-1951) هي إحدى أبرز الرائدات في تاريخ التعليم وحقوق المرأة في مصر. وُلدت في محافظة الشرقية لأسرة فقدت والدها قبل ميلادها. بدأت تعليمها في المنزل ثم التحقت بالمدرسة ...

المزيد عن نبوية موسى

اقتراحات المتابعة

أضف شرح او معلومة