الديوان » مصر » نبوية موسى » ملك الكنانة كم أعدت الماضيا

عدد الابيات : 25

طباعة

ملك الكنانة كم أعدت الماضِيا

وغرستَ بالحزمِ الفخار الباقيا

فاِهنأ بعيدك ربّ مصر فإنّه

يأتي بما تهوى البلاد مُنادِيا

عيدٌ رأت فيه الكنانة ربّها

فأعادَ مولدهُ الفخارَ النائِيا

في كلِّ عامٍ آية يأتي بها

تُحيي المُنى فينا وترضي الراجِيا

فكأنّه الشمسُ التي إن أقبلت

كَشَفت عن الدنيا الظلام الغاشِيا

أو كالربيع أتى الرياضَ بخيرهِ

فأعاد رونقها وسرَّ الرائِيا

فكفى بعيدك للأنام مسرَّة

وكفى بفعلك للمحاسنِ راوِيا

يا خيرَ مَن ساسوا البلاد بحكمةٍ

وبنوا بما كسبوه مجداً عاليا

للّه أنت فقد نصرت فضيلةً

خُذِلَت وكنت لكلّ حقّ حامِيا

ضيمَ العفافُ فكنت ملجأ أهلهِ

ورَدَدتَ بالعدل الظلومَ الطاغِيا

ونشَرت بالأمر الكريم صدورَهُ

فضلاً طوته يدُ الرذيلة بالِيا

ورأيت شعب النيل يشكو علّةً

فوهبتهُ منكَ العلاجَ الشافيا

والشعبُ بالأخلاق يعلو شأنهُ

فإذا هَوَت في الظلم أمسى هاوِيا

فعلى حماة الدين شكر متوَّجٍ

أحيَت مناقبه الكمالَ الفانِيا

عيسى الفضائل ردَّها بعد البِلا

وأعاد رونقها فأشرق زاهِيا

ورأى العلوم تُهانُ في ربّاتها

فغدا لهنَّ من الرذيلة واقيا

لو تعلم الحسناء ما أوليتها

نَثَرت عليكَ منَ الثناء دراريا

أو أَنصفتك لكان مفرق شَعرِها

ممّا تنمّقه اليراعة حاليا

تاج يُزانُ بمدح ذاتك يُشترى

بالدرِّ موفور المحاسن غالِيا

فإذا تجمّلتِ الفتاة بحسنهِ

فاقَت مَفاخِرُها الجمال البادِيا

يا مُنقِذَ المظلوم من عثراتهِ

هل كنت إلّا بدر مصر السارِيا

كم أنكَرَ الجهلاءُ نورك فاِنثنوا

يتخبّطون وقد أضأتَ الداجِيا

وَسِعتهمُ أخلاقك الغرّ التي

تُرضي الأبيّ وتَستميلُ الجافِيا

أنت الكريم تعفُّ عن إيذائهم

نُبلاً وإِحساناً وعفواً وافيا

فاِسلم لمصرَ فأنت منبع عزِّها

واِسطَع لأهل الشكِّ بدراً هاديا

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن نبوية موسى

avatar

نبوية موسى

مصر

poet-Nabawiyya-Musa@

96

قصيدة

1

الاقتباسات

2

متابعين

نبوية موسى (1886-1951) هي إحدى أبرز الرائدات في تاريخ التعليم وحقوق المرأة في مصر. وُلدت في محافظة الشرقية لأسرة فقدت والدها قبل ميلادها. بدأت تعليمها في المنزل ثم التحقت بالمدرسة ...

المزيد عن نبوية موسى

اقتراحات المتابعة

أضف شرح او معلومة