بدا بَدرُ السعادة والهناء
فكان قدومهُ عَلَم اِرتقاءِ
تجلّل مهده حلل البهاءِ
وسرّ القوم من دانٍ ونائي
كأنّ بوجههِ وجه الصفاءِ
فَشُكراً للمُهيمنِ إذ براهُ
كمثلِ أبيه في العليا نراهُ
له فِعلٌ يعلّمنا ثناهُ
وفضل ليس تُنكره عداهُ
وذِكر كَمالهِ ملء الفضاءِ
فيا مَولايَ أُهديك التهاني
بنجلٍ فيه للدُنيا الأماني
وسوف يشيد للمجد المَباني
كما شيّدت يا عين الزمانِ
فخاركَ فوق أكنافِ السماءِ
يلوحُ عليه فكرك والذكاءُ
وقهرك للعداة متى تشاءُ
ونصر ذوي المودّة حيث جاؤوا
وعزم لا يخالفه القضاءُ
ومجدك يا محمّد في العلاءِ
عن الجَدّين منسوبٌ معلّى
ومِن شمسِ الضحى أبواه أعلى
بذلك فاقَ أهل الفضل أصلا
كما سَيَفوقهم فِعلاً وقولا
وهل يَلِد الغزالُ سوى الظباءِ
عليّ أنت أنجبتَ العليّا
فسرّ الكون مولاداً ذكيّا
بيوسف صارَ فرحك سرمديّاً
فَعِيشا في الصَفا عيشاً هنيّا
وَفوقا عمرَ نوحٍ في ولاءِ
أهلّ بوجههِ فاِستحسنتهُ
عنِ القمر الأنام وأنزلتهُ
بِمَهدٍ روح فضلك شرّفته
وَمولده سعودك أرّختهُ
بيوسف تَزدهي شمسُ العلاءِ
نبوية موسى (1886-1951) هي إحدى أبرز الرائدات في تاريخ التعليم وحقوق المرأة في مصر. وُلدت في محافظة الشرقية لأسرة فقدت والدها قبل ميلادها. بدأت تعليمها في المنزل ثم التحقت بالمدرسة ...