الديوان » مصر » نبوية موسى » لحا الله هذا الدهر كم هد مفردا

عدد الابيات : 20

طباعة

لحا اللّه هذا الدهر كم هدّ مفردا

وكم خيّب الآمال فينا وأفسدا

يكرُّ على مصر فيُخفي نجومها

كما أخفَتِ الأنواء في الليل فرقدا

يعادي أبيَّ النفس ظُلماً وقسوةً

ويُردي المفدّى بالنفوس الممجّدا

يصول على أهل النبوغ بجيشهِ

فيخطف منهم سيّداً ثمّ سيّدا

لياليه كم جارت على كلّ نابهٍ

وطاحت بمن أعلى البلاد وأسعدا

فلا غرو إن خانت أميناً فإنّها

رأت في اِسمه المحبوب رمزاً مؤيّدا

رأتهُ أميناً يفتدي مصر بالدم

فضنّت بلطفي أن يعيشَ فيسعدا

رأتهُ ذكيّا يرفع العلم جاهداً

فيولي بلادَ النيل مجداً وسُؤددا

رَأتهُ كشمسِ الصبح يَسطعُ صاعداً

فَيمحو غمامَ الجهلِ أنّى تلبّدا

رأته غيوراً لا يقرّ قراره

ولا ينثني إلّا أبيّا محمّدا

رأته قويَّ الجأش لا يخشَ ظالماً

ولا يتوانى أن يقول فيُحمدا

فضنَّت على مصر به شأن حاسدٍ

يرى في وجود الخير همّاً مجسّدا

نَعم حَسَدتنا النائبات على المنى

فَحُطّم سيفٌ كان صلداً مجرّدا

وأُسكِت صوتٌ كان حلواً سماعه

وطاح يراعٌ كان سهماً مسدّدا

لقد فجَعت فيه الحوادثُ أمّةً

رأت في فقيد العلم عوناً ومسندا

رأت فيه شمل المكرمات مجمّعا

فلمّا نعته الناعيات تبدّدا

فيا أسرة الشهم الكريم لقد مضى

وخلّف كنزاً في العلوم مُخلّدا

وخلّف ذِكراً ليس يُنسى ثناؤهُ

وفخراً على كرّ الليالي مجدّدا

فهل ذاك يأسو من جراحك بعدما

أُصِبتِ بما أضنى الفؤاد وأسهدا

بلى لسنا ننسى ما حيينا مصابَهُ

ولا نرضى للحكماء منّا التجلّدا

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن نبوية موسى

avatar

نبوية موسى

مصر

poet-Nabawiyya-Musa@

96

قصيدة

1

الاقتباسات

2

متابعين

نبوية موسى (1886-1951) هي إحدى أبرز الرائدات في تاريخ التعليم وحقوق المرأة في مصر. وُلدت في محافظة الشرقية لأسرة فقدت والدها قبل ميلادها. بدأت تعليمها في المنزل ثم التحقت بالمدرسة ...

المزيد عن نبوية موسى

اقتراحات المتابعة

أضف شرح او معلومة