عدد الابيات : 37
سرقتُ ضوءَكِ من نور البدايات
فصار يمددني بعدَ النهاياتِ
و رحت أعبق من عينيك مشعلَها
من يومِ أرسلتِني للبحث عن ذاتي
يومَ انفصلنا و كان الفصل محضَ رؤى
و لحظةُ الفصل ماضيها ... لها آتي
أصار يأتي بماضي العيش يومُ غدٍ
و صار مستقبلي قبل انطلاقاتي !؟
في مكمنِ الكلِّ كان الكلُّ منفرداً
وكنتُ تحت تلالي نورك العاتي
و شاءَ كلُّك في كلي ليرسلَني
لكنَّ بعضيَ تاهتْ منه أشتاتي
تركتُ قبليَ كي ألقى به بغدي
و دورةُ الكون في الأفلاك مرآتي
أنا هنا و أنا في الأفْق مثل هنا
لا فرقَ يفصل بيني والمجراتِ
جبتُ الزمانَ طريقاً ليس ينكرني
و ليس ينكر سحرُ البدءِ لذّاتي
راحت ميولي إلى التفاح تطلبه
أأندم اليوم أم أمضي بأنّاتي؟
واليومَ لو عُرضتْ تفاحةٌ فأنا
سأُفرح القلبَ في تكرار ذلّاتي
أعاود البعثَ بعد البعثِ منهزماً
في القلب حزني وفي عقلي اختباراتي
تعددتْ قببي والروحُ واحدةٌ
تعددَ الشكل في وهم الظهورات
إنّي كلغزٍ له الآباد في أزلٍ
ولعبةٍ سُرقتْ من حضن ملهاة
حيرانُ في صفتي نفسي و مقدرتي
و التيهُ صار صدى من عزف ناياتي
و ربّما كسبتْ نفسٌ بحيرتها
ما لا تحصِّلُه في كشفِ غاياتِ
أسوح منتظراً إذ أرتدي قُمُصي
فلا يليق قميصٌ لاعتباراتي
أستلهمُ الوحيَ من عقلٍ له روحٌ
حاكتْ قميصيَ من نسجِ الهيولاتِ
طالتْ ملاحةُ رحلاتي تشدُّ على
مواجعِ القلبِ فاقتضبي برحلاتي
أرسلتِني و أنا للعودِ منتظرٌ
وعتمتي استترتت في نور مشكاةِ
أرسلتِني و أنا للعود منتظرٌ
بيَ الحنينُ طقوسٌ في عباداتي
أحاربُ العمرَ في أوهامٍه شرِهاً
لكي أمزِّقَ عن عيني غشاواتي
أنا لنورك في عرف المدى مددٌ
ما حدَّني زمنٌ أو نالَ إسكاتي
صوتي و صوتُك صوتٌ واحدٌ أبداً
كعزفِ داوودَ ألحاناً طروباتِ
أنا كموسى أمامَ النار آنَسَها
ليذكرَ الحقَّ في وادي المسرَّات
أنا ضريرٌ و لكنْ سوف ينقذني
قميصُ يوسفَ إرجاعاً لنظراتي
سعى إليكِ سوادُ الخلقِ في ولَهٍ
راموا الحقيقةَ فاصطادوا الدلالاتِ
كنتِ المرامَ بلبِّ الباحثين فما
غادرتِ مجدَك إذ أُحللتِ باللّاتِ
يا وجهةَ الكلِّ يا مغناجُ كم ولِعٍ
أضرمتِه بلظى حدِّ السؤالاتِ
أنتِ الحبيبُ الذي في الروح منزلُه
وصلي إليكِ صفاءٌ فيه مرجاتي
بشائر الوصلِ في روحي أحسُّ بها
و نشوةُ الحبِّ فاقت كلَّ نشواتِ
كل الدروب إذا ما شئتُ عابرُها
أنتِ المشيئةُ ... إنّا كالمشيئاتِ
قلَّ الذين إذا حدثتُهم فهموا
صارت مسالكُ أفكاري وحيداتِ
يا وحدتي و أنا حبًّا أحدثُهم
و الروح منكِ بفيضٍ من ضراعاتِ
كأنَّ كلَّ وجودِ الكونِ جالسَني
صرتِ الرفيقةَ في كلِّ المجالاتِ
في الطبِّ في الجبرِ في الكيمياءِ في أدبٍ
في عظمِ عالمِنا أو صغرِ ذرَّاتِ
أنتِ الرفيقةُ في حبِّي و شوقِ غدي
و لستُ أعرفُ في حبِّي سوى ذاتي
10
قصيدة